أصل نظريات الخرافة:
ترجع نظريات الخرافة إلى زمن قيام الخرافات ذاتها، وبالفعل أنها تعود إلى فلسفة الزمن الذي سبق سقراط على الأرجح. إلّا أن هذه النظريات توجهت فيما يبدو توجهًا علميًّا في هذا العصر فقط، خصوصًا حين ظهرت مجالات مهنية سعت إلى إيجاد نظريات علمية فعلية عن الخرافة كالعلوم الاجتماعية، التي شاركت الأنثروبولوجيا “علم الإنسان”، والفسيولوجيا “علم النفس”، وبدرجة أقل علم الاجتماع “السيكولوجيا”، ووُجد على الأرجح ما يشابه النظريات العلمية الاجتماعية للخرافات قبل بروزها. إن التنظير المعاصر للخرافة ما زال يختلف عن مثيله الذي سبقه، وحين كان التنظير الأوليّ يرتكز على التنبؤ والتجريد ارتكازًا كبيرًا، يرتكز التنظير المعاصر إلى أمد بعيد على تجميع المعلومات وتراكمها.
أهم نظريات الخرافة:
كانت ثمة محاولات تنبؤ كثيرة حول المؤسسات الإنسانية وأساسها قبل التقارير التي قام بتقديمها التبشيريين حول العالم والتي شكلت المادة الخام التي على أساسها نشأت كتب الأنثروبولوجيا، ومع عبقرية تنبؤات المفكرين والعلماء، إلا أنهم لم يكونوا مفكرين تجريبيين؛ إذ لم ترتكز النتائج التي وصلوا إليها على أي نوع من الدلائل الممكن أن تقيس مدى صحتها، وأبدًا لم تكن تلك التنبؤات إلّا استنباطات تم الوصول إليها من خلال المبادئ التي كانت جزءًا من ثقافتهم. ولا ننسى أن هؤلاء المفكرين فلاسفة ومؤرخين أوروبيين، لا علماء اجتماع.
كانت نظريات القرن التاسع عشر تركز على سؤال الأصل، بينما ركزت نظريات القرن العشرين على سؤال الوظيفة والموضوع. ويقود التمييز إلى أن يخلط الفرد بين الأصل التاريخي والمتكرر. ولا تدعي النظريات التي تزعم تقديمها لأساس الخرافة معرفتها بالمكان والزمان الذي ظهرت فيه الخرافة للمرة الأولى.
نظريات الخرافة:
النظرية العقلانية للخرافة:
نظرية الأسطورة التي تقول بأن الخرافات والأساطير ترتكز على المشاعر الإنسانية، هي خرافة عقلانية. وتنص النظرية الأساطير والخرافات التي صُنعت لفهم الأحداث والقوى الطبيعية التي حدثت في الحياة اليومية للناس بشكل أفضل، وتشرح هذه النظرية أيضًا أن الآلهة سيطرت على كل هذه الأحداث الطبيعية، وكمثال على هذا النوع من الخرافات خرافة الخلق من ثقافات مختلفة، تشرح خرافات الخلق كيف خُلق الإنسان وتشرح ما استخدمته الآلهة والإجراءات التي اتخذوها لخلق الإنسان والمخلوقات.
النظرية الوظيفية للخرافة:
تتحدث نظرية الخرافات والأساطير الوظيفية عن كيفية استخدام الخرافات والأساطير لتعليم الأخلاق والسلوك الاجتماعي، وتنص على أن الأساطير تُخبر عن أنواع الأشياء التي يجب وما لا يجب فعله، والعواقب المترتبة على تلك الأعمال الخاطئة، وتنص أيضًا على أن الأساطير والخرافات تم إنشاؤها من أجل السيطرة الاجتماعية وخدمة وظيفة ضمان الاستقرار في المجتمع.
النظرية الهيكلية للخرافة:
ويقال أن الأساطير والخرافات الهيكلية هي ما تستند إلى المشاعر الإنسانية، و تُظهر هذه الأنواع من الخرافات جانبي العقل البشري: الجانب الجيد والجانب السيئ، وتظهر الذات المنقسمة وازدواجية الطبيعة البشرية، كما تُظهر كيف يمكن للعقل البشري أن يكون جيدًا وسيئًا.
النظرية النفسية للخرافة:
تنص نظرية الخرافات والأساطير النفسية على كيفية استناد الأساطير إلى المشاعر الإنسانية ، وأنها تأتي من العقل الباطن للإنسان. كان للثقافات في جميع أنحاء العالم مخاوف وأسئلة ورغبات مماثلة لم تكن قابلة للتفسير بالنسبة لها، فهذا هو السبب في أن الخرافات والأساطير النفسية صنعت؛ ولهذا هناك نماذج مشتركة بين الثقافات.