قدم بارون نظريته الأقلية المحرومة على نمط السلالة المحرومة، ويرى أن التعاسة المصاحبة للكبر ليست حقيقة واقعة وملموسة فحسب، بل نهاية لا محيص عنها لمن دخلوا مرحلة الشيخوخة، ويرى بارون أن كبار السن قد أصبحوا عرضة للتفرقة والتمييز، مثلهم في ذلك مثل بعض السلالات التي تعاني من الاضطهاد العنصري.
نظرية الأقلية المحرومة في مجال الشيخوخة
في المجتمع المعاصر الذي تطورت فيه الاختراعات الطبية، أصبح بلوغ سن الشيخوخة ظاهرة عامة، مما أدى إلى زيادة أعداد المسنين الأمر الذي سيترتب عليه أن يجابه كبار السن ألواناً من الحرمان والتحديات، ونلاحظ أن هذه النظرية تنحو منحى بعض المفاهيم في علم الاجتماع، مثل مفهوم العنصرية السلالية Racism ومفهوم Sexism، حيث يطلق مفهوماً جديداً وهو التعصب ضد الكبار.
لم تحظ هذه النظرية كثيراً باهتمام الباحثين في مجال علم الشيخوخة، ولعل ذلك يعود إلى اعتقاد الكثيرين أن الخصائص التي تمتاز بها الجماعة الأقلية لا تنطبق على كبار السن، ويلخص ستريب في دراسته إلى أنه لا يمكن اعتبار كبار السن على أنهم يمثلون جماعة أقلية، ولعل ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى أنهم لا يشتركون في ثقافة محددة وخاصة.
كما أن العضوية في هذه الجماعة العمرية ليست محدد بأشخاص معينين بل جميع أفراد المجتمع ممن هم في مرحلة الشيخوخة، وقد حاول بلمور ومانتون اختبار هذه النظرية مركزين على مفهوم التعصب ضد كبار السن في أبعاد ثلاثة هي التعليم، الدخل والمهنة.
واستخدم روسو في كتابة التنشئة الاجتماعية لكبار السن مفهوم التنشئة الاجتماعية لدراسة كبار السن، حيث يرى أن معظم التحولات في وضع الشخص الاجتماعي خلال حياته يتبعه تحول، حتى يصل إلى مرحلة الشيخوخة، فعندما ينتهي الفرد من دراسته عادة ما يحتل وظيفة معينة، يتزوج وينجب أطفالاً ويصبح جداً ويتقاعد كل هذه التحولات تؤثر بشكل أو بآخر في هوية الفرد وعلاقاته غير الاجتماعية.
ويمكن أن تكون الآثار التي تتركها هذه التحولات جذرية أو سطحية، كما تتأثر هذه التحولات مسؤوليات الفرد وامتيازاته، وعندما يحتل الفرد وضعاً جديداً، فإن معايير وقواعد الوضع الجديد تصبح أساسيه له، والتي يكتسبها بالتدريب، أو من خلال الوسائل غير الرسمية.