قد تسمى نظرية الانسحاب نظرية فك الارتباط أو التحلل السلبي الانتروبي، وكذلك قد تسمى أيضاً نظرية التخلي عن العلاقات أو الارتباطات، كما أن هذه النظرية ترى الناحية السلبية من كبير السن وفي ذلك نرى أن الانسحاب عملية طبيعية يقابلها الفرد.
نظرية الانسحاب التي تفيد الأخصائي عند عمله مع المسنين
تتسم نظرية الانسحاب بالحساسية وقلة معدل التفاعل مع الأشخاص حيث ينتقل كبير السن من الاعتناء بالآخرين إلى الاعتناء بالنفس ومن الحركة والنشاط إلى الراحة، ويبدأ في الانسحاب من المجتمع في الوقت الذي يبدأ المجتمع فيه من الانسحاب من حياة الشخص وحين تتم عمليات الشيخوخة فإن الاعتدال الذي كان في منتصف العمر بين الشخص والمجتمع يذهب ليحل محله اعتدال يتميز ببعد المسافة وتغير أنماط الارتباط.
وترى هذه النظرية أن عملية الانسحاب صحة ومتبادلة بين الشخص والمجتمع وذلك لرضا وسعادة الطرفين، أي أن هذه النظرية ترى أن الشيخوخة تعد الشخص كبير السن إلى تحوّل حياته فبدلاً من التفاعل القوي يكون هناك سكينة وارتياح ويكون لدى كبير السن ما يمكنه من إسعاد هذا التفاعل.
وإن كانت هذه النظرية لا تنطبق على كل المسنين وبصفة خاصة من يملكون أعمالاً خاصة بهم وأصحاب المهن الحرة وأعضاء السلك الدبلوماسي وغيرهم وهذا ما دفع بعض الباحثين إلى القول بأن هذه النظرية قد تنطبق على بعض من كبار السن الذين لديهم الاستعداد لذلك وقد لا تنطبق على كبار السن الآخرين الذين لديهم القدرة على مواصلة العمل وبذل الجهد حتى الموت.
كما تتعرض ذات المسن إلى أنواع من الوهن والضعف تجعلها عاجزة عن الاستمرار في أداء نفس الطاقة التي كانت تمارس في الماضي وبالتالي يهتم المسن بمشاكله الداخلية والانسحاب والتدريج من إقامة علاقات خارجية ويتجنب الدخول في تحديات بدلاً من مواجهة هذه التحديات، كما يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يؤكد على بعض الحقائق العلمية والمهمة مثل:
1- إن مرحلة التقدم في العمر المسنين تؤدي وإن كان ذلك ليس منطقياً على كل المسنين إلى التخلي على الأدوار واحدة تلو الأخرى حيث تنقطع العلاقات مع المرفق العام من حيث إنارة وطرق مواصلات، وتترك للشباب القيام بمواجهة مشكلاتها وكذلك ابتعاد الأبناء عن المسنين وانصرافهم إلى الجلوس مع أقرانهم وابتعاد المسنين عن حياة الصخب والاقتراب من الهدوء.
2- تؤكد هذه النظرية على أن عملية الاتصالات والارتباط المتبادل بين المسن وغيره من المؤسسات أو أفراد المجتمع تتم بالتبادل ويضيف فيها عنصر التفاعل الذي يعطى عملية التبادل الحيوية مما يؤدي إلى تحرر المسن من القيود التي كانت تفرضها عليه الحياة قبل بلوغه سن المعاش ويتحول سلوكه اليومي أي عمل روتيني للحفاظ على الذات.
3- إن عملية الانسحاب أو التخلي عن الارتباطات يمكن النظر إليها على أنها أمر طبيعي يقوم به معظم المسنين في المجتمعات التي يعيشون فيها، حيث أن عملية الانسحاب أو التخلي عن الارتباطات لها وظيفة اجتماعية تعمل للحيلولة دون توقف مسيرة الحياة في المجتمع نحو التقدم وأن هذه العملية فيها مصلحة المسن الذي يعبر في الواقع عن استعداده الطبيعي لاستقبال الموت.