أنماط التكيف مع مرحلة التقاعد لدى كبار السن

اقرأ في هذا المقال


من أولى الدراسات التي حاولت أن تضع تصنيفاً للمتقاعدين حسب تكيفهم للتقاعد الدراسات التي أجراها هارفست، حيث ركزت الدراسة على أهمية المرونة في قدرة الفرد أو عدم قدرته على التكيف مع مرحلة التقاعد، ويرى هارفست أن تغيير الأدوار التي يلعبها الفرد أو زيادة النشاط، أو إنقاصه في أدوار معينة يتطلب ميزة شخصية، والتي اطلق عليها هارفست مرونة الدور.

أنماط التكيف مع مرحلة التقاعد لدى كبار السن

يمكن تصنيف المتقاعدين على مدى قدراتهم واستعدادتهم في إحلال أدوار جديدة عوضاً عن الأدوار المرتبطة بالعمل، كلما زادت قدرته على التكيف لمرحلة التقاعد ويقسم ريزمان كبار السن في تكيفهم مع مرحلة الشيخوخة بشكل عام إلى ثلاثة أنماط هي:

1- المستقل لدى كبار السن

فالمستقل هو كبير السن الذي يملك بعض الخصائص النفسية التي تمكنه من التجديد، فكبر السن بالنسبة إلى هذه الفئة يعني النضج والحكمة، ولا يعني الزهد في الحياة أو عدم التمتع بها، وتمتاز هذه الفئة بالاستقلال عن الضغوط التي يفرضها المجتمع المعاصر على كبار السن.

2- المتكيف لدى كبار السن

أما هذه الفئة بالرغم من أنها لا تملك الخصائص الذاتية التي تمكنها من التكيف لمرحلة الشيخوخة إلا أن هناك عوامل خارجية الفوائد التي جنوها من خلال أعمالهم المبكرة كالثروة والسلطة، والتي تساعدهم على التكيف لمرحلة الشيخوخة إلى حد مقبول.

3- اللامعياري لدى كبار السن

وهم الذين لا يملكون مميزات ذاتية أو خارجية، فليس لديهم ميزات خارجية من سلطة أو مال يحميهم في هذه المرحلة، وتساعدهم على التكيف معها.

أنماط المتقاعدين لدى كبار السن كل من ريتشارد وليفسون وبيتر سون

أ- الناضجون لدى كبار السن

ويتصف هؤلاء بقبول التقاعد بسهولة ويسر، كما يمتازون بالقدرة على إيجاد أعمال وعلاقات جديدة يستطيعون من خلالها ملء أوقاتهم.

ب- الكراسي الهزازة لدى كبار السن

وتستقبل هذه الفئة مرحلة التقاعد بالرضا ويعتبرونها وقتاً للراحة والاستمتاع.

ج- المدرعون لدى كبار السن

وتمتاز هذه الفئة بتطوير أنماط جديدة لحياتهم تتصف بالنشاط والتنظيم الجيد لحماية أنفسهم، مما يرتبط بمرحلة الشيخوخة من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية.

د- الغاضبون لدى كبار السن

وهم الذين لا يستطيعون مواجهة المشكلات المرتبطة بالشيخوخة، وهذه الفئة من المتقاعدين تحاول إسقاط سبب فشلها في الوصول إلى أهدافها والمشكلات التي تعانيها على الآخرين.

و- الكارهون ﻷنفسهم لدى كبار السن

وهذه الفئة من كبار السن يلقون باللائمة على أنفسهم لسوء حظهم، وعادة ما يقودهم هذا الشعور إلى الانزلاق في عالم الحزن والكآبة.

أنماط المتقاعدين لدى كبار السن

1- الفئة الأولى وهي التي تفكر بما سيكون عليه وضعها في مرحلة التقاعد، ويزيد اهتمامها بموضوع التقاعد، كلما تقدم بها العمر، ويكون هذا الاهتمام منصباً على الجانب المادي.

2- الفئة الثانية فتسعى للحصول على التقاعد لكي تتخلص من روتين وارتباطات العمل بالدرجة الأولى، ومن ثم القيام بالأشياء التي كانوا يتمنون القيام بها.

3- الفئة الثالثة وهي التي تجد صعوبات بالغة في التكيف مع مرحلة التقاعد، وغالباً ما تحيا هذه الفئة حياة هامشية، ويقسم سنو وهارفست المتقاعدين من أصحاب المهن إلى نمطين:

النمط الأول وهم  المتحولون وهم الذين يغيرون أنماط حياتهم من خلال تقليص نشاطاتهم المهنية، وتطوير أنماط حياة جديدة ممتعة.

النمط الثاني وهم الذين يحاولون إبقاء نشاطاتهم المهنية بنجاح بعد فترة التقاعد من خلال العمل الجزئي، وغالباً ما يكون النمط الأول أكثر تكيفاً مع مرحلة التقاعد من النمط الثاني.

العوامل المؤثرة في التكيف مع مرحلة التقاعد لدى كبار السن

رأينا أن أنماط التكيف مع مرحلة التقاعد أن هناك أكثر من تصنيف للمتقاعدين، في مدى تكيفهم مع مرحلة التقاعد، وتراوح كل نوع من هذه التصنيفات من تكيفهم مع مرحلة التقاعد، وتراوح كل نوع من هذه التصنيفات من تكيف إلى سوء تكيف مع هذه المرحلة.

1- المهنة لدى كبار السن

يؤكد سيمبسون أن العمل الذي يقوم به الفرد من أهم الوسائل لاندماج الفرد بالمجتمع، وتتأثر هوية الفرد وطريقة حياته، وأنماط مشاركاته بالعمل الذي يقوم به، هذه الأهمية للعمل في وضع الفرد وعائلته في البناء الاجتماعي تعزز الغرض القائل بأن التقاعد يقطع أهم الروابط الاجتماعية للفرد من خلال تنحيته عن العمل ومع أن هناك بعض الدراسات التي تؤكد على عوامل أخرى كالمستوى الاقتصادي، والحالة الصحية والأسرية والنفسية، إلا أن هذه الفرضية ما تزال تنطوي على كثير من الصحة.

2- الدخل لدى كبار السن

يلعب الدخل دوراً بارزاً في عملية التكيف بشكل عام، وفي التكيف مع مرحلة التقاعد بشكل خاص، وتشير الدراسات المختلفة على أهمية هذا الجانب في التكيف مع مرحلة التقاعد، فكلما كانت الحالة الاقتصادية للمتقاعد تقابل التزاماته واحتياجاته الأساسية، كلما أدى ذلك إلى سهولة التكيف، وكلما كانت الحالة الاقتصادية شحيحة إلى درجة تخل بالوفاء باحتياجات المتقاعد أدى ذلك إلى صعوبة التكيف.

وتؤكد دراسة ريلي وفونر أن العوامل المادية تلعب دوراً رئيسياً في عملية التكيف مع مرحلة التكيف للتقاعد يعانون مشاكل مالية، كما يؤكد إلى أن سرعة التكيف مع التقاعد ترتبط بدرجة كبيرة إلى ملائمة الدخل.

3- الحالة الأسرية لدى كبار السن

هناك قليل من الدراسات التي تناولت العلاقة بين التكيف مع مرحلة التقاعد والحالة الأسرية للمتقاعد، وتشير الدراسة التي أجراها جورج ومودوكس أن الحالة المزاجية لها أثر ملموس في عملية التكيف مع مرحلة التقاعد، فقد وجدا أن المتزوجين أكثر قدرة على التكيف مع مرحلة التقاعد من غير المتزوجين.

ونلاحظ أن هذه الدراسة قد نظرت إلى الحالة الأسرية من ناحية محدودة لتشمل الزوج والزوجة فقط، ولكن في مجتمع تقليدي، لا بدّ أن نأخذ الحالة الأسرية بمفهوم أوسع لتشمل الأقرباء عامة والأبناء بصفة خاصة، فالمتقاعد الذي يعيش بين أبنائه وأحفاده سيكون بطبيعة الحال أوفر حظاً بما يلقاه من رعاية وحب واحترام من أفراد أسرته، إلى جانب الأدوار التي يمكن أن يلعبها وسط أسرته مما يعوضه عن بعض الأدوار التي فقدها بالتقاعد.

4- التكيف مع مرحلة التقاعد لدى كبار السن

مفهوم التكيف من المفاهيم التي تتردد كثيراً في أعمال علماء النفس والاجتماع والأنثروبولوجيا، ومع كثرة استخدامات هذا المفهوم إلا أن هناك بعض الصعوبات التي لا تزال تكتنفه، عندما يراد تعريفه وقياسه، فتكيف الفرد يرتبط بعاملين، الأول هو قدرة الفرد على الوفاء بمتطلبات بيئته، والآخر هو إدراك الفرد لما يتمتع به من رفاه، وبمعنى آخر فسوء التكيف يحدث عندما يخفق الفرد بالوفاء بمتطلبات بيئته، أو عندما يحقق هذه المتطلبات على حساب رفاهيته.

وإذا أخذنا العامل الأول وهو القدرة على الوفاء بمتطلبات البيئة، وجدنا صعوبة في قياس هذه القدرة، ﻷن ذلك يرتبط بالدرجة الأولى بنوع الموقف الذي يتعرض له الأفراد، فبينما يتطلب من بعض الأفراد إجراءات معقدة للوفاء بمتطلبات موقف معين.

نجد هؤلاء الأفراد لا يجدون صعوبة في الوفاء بمتطلبات موقف أو ظرف آخر، أما العامل الآخر وهو الرفاهية؛ ﻷن هناك ارتباطاً  منطقياً بين مفهوم الرضا المعيشي وبين مفهوم الرفاهية، وهناك من استخدم مفهوم السعادة مؤشراً لمفهوم الرفاهية ويبدو أن استخدام مفهوم السعادة، ﻷن الأول يرتبط بعقل الأفراد وواقعهم، بينما يرتبط مفهوم السعادة بالنواحي الوجدانية والانفعالية.

المصدر: مرض الخرف انتشاره والخصائص المرتبطة به، سامي الدامغ، 2001.التوجيه التربوي لكبار السن، ترجمة محمد عبد المنعم نور، 1980.تطور مفهوم القوة الاجتماعية في الفكر الاجتماعي، ابراهيم العبيدي، 1996.دور النظريات الاجتماعية في أبحاث الشيخوخة، ابراهيم العبيدي، 1989.


شارك المقالة: