اقرأ في هذا المقال
- نظرية التنظيم كريس أرجريس في علم الاجتماع
- أوجه الشبه بين كل من التنظيم والفرد عند أرجريس
- النتائج المماثلة بين التنظيم والفرد التي تتعلق بالتنظيمات عند أرجريس
- المعايير التي تحدد درجة جودة التنظيم عند أرجريس
نظرية التنظيم كريس أرجريس في علم الاجتماع:
يدرج بعض الدارسين مثل باركر وبراون نظرية أرجريس ضمن نظريات المدارسة الجديدة في العلاقات الإنسانية، تلك التي تحاول دراسة التنظيمات من الداخل، ويركز أرجريس على كيفية ارتباط الفرد بالتنظيم، وعلى القيود السيكولوجية التي يفرضها التنظيم على الفرد.
ويحاول الباحث أرجريس استجلاء العلاقة بين النماذج لتنظيمي وبين الصحة النفسية للفرد، وقج انصبت تحليلات أرجريس على تنظيمات العمل، حيث حاول تصنيف التنظيمات من حيث آثارها السلبية والإيجابية على الصحة النفسية ﻷعضائها.
ويحاول أرجريس استجلاء أوجه الشبه بين التنظيم الرسمي وبين الفرد، فقد أشار إلى أنه يمكن النظر إليهما على إنهما كائنات عضوية، أو على أنهما تنظيمات على مستويات مختلفة من التحليل، وبقول آخر فإنه يذهب إلى أنه يمكن النظر إلى التنظيم الرسمي على أنه كائن عضوي، كما يمكن النظر إلى الفرد على أنه تنظيم، ويحصر أرجريس أهم أوجه الشبه بين كل من التنظيم والفرد فيما يلي:
أوجه الشبه بين كل من التنظيم والفرد عند أرجريس:
1- إن كلاً منهما يحاول تحقيق وظائف نوعية محددة.
2- إن كلاً منهما عبارة عن كل يتألف من مجموعة كبيرة من الأجزاء.
3- إن كلاً منهما يحاول الاحتفاظ بذاته كما يحاول التوافق مع البيئة الخارجية.
4- إن كلاً منهما يحاول الاحتفاظ بالعلاقات الداخلية بين مكوناته.
النتائج المماثلة بين التنظيم والفرد التي تتعلق بالتنظيمات عند أرجريس:
1- إن أجزاء أو مكونات التنظيم لا يمكن لنا أن نحددها بطريقة قبلية، وإنما يجب الاستعانة بالأبحاث والدراسات الإمبيريقية، ذلك ﻷنها تتألف من عدة أعضاء وجماعات وإدارات يلزم البحث الميداني الواقعي لمعرفتها.
2- إن وجود علاقات متبادلة ومتساندة بين أجزاء التنظيم يحيل التنظيم إلى بناء شبه عضوي.
3- إن لكل نسق أهداف ظاهرة وأخرى كامنة ولما كانت الأنساق التنظيمية تعمل داخل أنساق أكثر اتساعاً هي المجتمع المحلي أو العام، فإن هذا يعني أن هناك تفاعلاً مستمراً وتأثيراً متبادلاً بين التنظيم وبيئته.
ويظهر من هذا التحديد التشابه الواضح بين تصور أرجريس وتصور بارسونز في هذا الصدد، ويركز أرجريس على دراسة العلاقة بين التنظيم وبين الصحة النفسية ﻷعضائه وهو يحاول أن يحدد لنا خصائص التنظيم الجيد، وهو ذلك التنظيم الذي يحقق للفرد يشبع حاجاته النفسية وبالتالي يتيح له الاستمتاع بصحة نفسية جيدة، وهو يحدد الشخص الصحيح نفسياً بأنه الشخص الذي يستدمج خيراته ويكون قادراً على استخدامها بطريقة فعالة، كما يكون قادراً على التوافق الصحي مع الوسط المحيط به.
وبقول آخر فإن الشخص الصحيح نفسياً هو ذلك الشخص القادر على تحمل المسؤولية وعلى تحديد أهدافه بوضوح وتحديد المسارات المؤدية إليه، والذي تحركه دوافع ذاتية والذي يستطيع مواجهة مشكلات بكفاءة، والذي يتسم بانخفاض نسبة الأعمال القسرية أو السلوك القسري لديه.
ولا شك أن هذا التصور عن الصحة النفسية تصور مثالي، ﻷنه لا يوجد شخص تحركه دوافعه الذاتية تماماً، ﻷن جميع الأشخاص محكومون في الواقع بالضوابط والقيود التنظيمية، ويذهب أرجريس إلى أن التنظيم الجيد هو الذي يسمح بتحويل هذه الإمكانيات السيكولوجية إلى واقع محقق بالفعل، وهناك مجموعة من المعايير يحدد أرجريس في ضوئها درجة جودة التنظيم من منظور الصحة النفسية للفرد وهي:
المعايير التي تحدد درجة جودة التنظيم عند أرجريس:
1- توافر قدر من الاستقلال والتلقائية والقدرة على الاستجابة الحرة لدى مكونات التنظيم وهي الأعضاء والجماعات والأقسام والإدارات.
2- توافر نموذج معين من السلطة يتيح للعاملين المشاركة في صنع القرارات وهو ما يطلق عليه البناء العضوي الأفقي للسلطة، فهذا البناء يتيح الفرصة لنمو الشخصية الإنسانية داخل التنظيم بعكس الحال بالنسبة لنموذج السلطة الرأسية الآلية والتي تتمثل في سيادة الأوامر والنواهي والتسلط الإداري الذي لا يسمح بمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات داخل التنظيم.
3- كفاءة التنظيم في مواجهة مشكلاته القائمة أو التي قد تطرأ، وهذا يعني المقدرة ومرونة مكوناته على مواجهة المواقف الجديدة، ووجود قدر من البدائل المناسبة والممكنة بالنسبة لكل موقف، كما يعني قدرة التنظيم على اختيار أنسبها وأكثر تحقيقاً للإشباع وللهدف.
4- العلاقة بين التنظيم والبيئة، ومدى تأثر الأنشطة الأساسية للتنظيم باعتبارات الماضي والمستقبل، لا بالحاضر فقط، ويؤكد أرجريس في هذا الصدد أن التنظيمات تختلف باختلاف الأبنية التاريخية، وإن التحليل الأمبيريقي هو القادر على معالجة وفهم هذه الاختلافات.
ويلخص الباحث أرجريس إلى أن الصحة النفسية للفرد ترتبط إيجابياً بالقدرة على الإنتاج وتحمل المسؤولية والخلق والابتكار والمرونة، كذلك فإنه يشير إلى أن هذه الخصائص ذاتها تعد مسؤولة عن تحقيق الكفاءة التنظيمية وقدرة التنظيم على الاستمرار والنمو وتحقيق الهدف، حتى وسط الظروف المتغيرة، وهو بهذا التصور استطاع أن يوجد صيغة للربط بين مقومات الصحة النفسية وبين مقومات الكفاءة التنظيمية.