نظرية الثقافة الشعبية:
من المعروف لدينا بأن الثقافة الشعبية تعد من الثقافات المميزة عن غيرها مقارنة مع الثقافات العالمية الأخرى، حيث تعتبر هذه الثقافة من أوسع الثقافات انتشاراً وتداولاً في كافة البيئات الاجتماعية ذات الثقافات المتنوعة، ولا بد لنا من المعرفة التامة بما يخص هذه الثقافة بأن عملية تداولها لا يلتزم في وجود نمطاً ثقافيًّا موحداً، فهذه الثقافة تعتبر من أنواع الثقافات الفطرية.
هذه الثقافة تقوم بإبراز الذات الثقافية عن نفسها حيث يكون ذلك بما هو مناسب لها من مهارات لغويّة وتخييلية وغيرها العديد من المهارت المختلفة، لذلك قام مجموعة من العلماء بتعريفها على أنها عبارة عن ثقافة برية “Culture salvage”، وهذه الثقافة تحدث من خلال عمليات البناء والالتقاء مثلما تنشأ النباتات البريّة في الخلاء الطّلق. وهذه الثقافة تتميز عن كافة الثقافات العالمية.
نظرية الثقافة الشعبية وعلاقتها بالتاريخ:
عرفت هذه الثقافة على أنها ثقافة أعرق من التاريخ؛ باعتبارها ثقافة قد سبقت تاريخ كافة الثقافات الأخرى، وقد يكون التاريخ الرئيسي لهذه الثقافة هو تاريخ الفرد نفسه، لبعض السنوات التي جائت ضمن عمر الثقافات العالمية، وكذلك تتميز هذه الثقافة بأن من قام بصنعها والتعريف بها هو الشعب؛ ذلك كان بسبب الأثر الثقافي الذي حل بها.
الشعب ضمن هذه هذه الثقافة مقيدون بجميعه ضمن روافد اجتماعية متنوعة، تلك التي تصوغ شخصيتها لبعض المعالم ذات الأبعاد المنقولة، وكذلك كافة العلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم البعض، وهذه الثقافة تميز مجموعة من منظومات القيم ذات المصادر المختلفة، كذلك تتصف الثقافة الشعبية من بين مجموعة الثقافات العالمية على اعتبارها ثقافة متعددة المسارات، بل يمكن اعتبارها على أنها فيزيائية في بعض الأحيان.
في تعدد هذه الثقافة يحدث أمر متناقض ما بين التعريف والاستنكار بها، كذلك في أمر التعدد في خصوصياتها ومكوناتها الثقافية واللغوية، كذلك لا بد لنا من المعرفة التامة بأنه لا أثر لوجود الثقافة الشعبية ضمن أسس موحدة كما هو الحال بالنسبة للثقافة العالمية أو الثقافات ذات الطوابع الوطنية.
لا بد لنا في الوصول إلى الأمر التام في الفصل ما بين الثقافة الشعبية وغيرها؛ لأنه في الغالب يحدث تشابه فيما بين هذه الثقافات، كذلك لا تعتبر ثقافة الجماهير ثقافة لعامة الشعب، بل يمكننا اعتبار الثقافة الجماهيرية هي ثقافة الشعب.
