تعتبر نظرية الدور من أقدم النظريات التي حاول من خلالها مجموعة من علماء علم الشيخوخة الاجتماعي تفسير التكيف لعملية التقدم في العمر، انطلاقاً من أهمية الدور في حياة الفرد في جميع مراحل حياته.
نظرية الدور في مجال الشيخوخة
ترتكز نظرية الدور على أساس أن الأفراد يلعبون أدواراً اجتماعية مختلفة على امتداد حياتهم منذ الولادة حتى الوفاة بدأ من الابن، فتلميذ في المدرسة، فعامل في مهنة من المهن، فزوج فأب فجد وهكذا، هذه الأدوار تجعل الفرد كائناً اجتماعياً، كما أن هذه الأدوار هي الأساس التي من خلالها يتكون مفهوم الذات، وعادة ما تتشكل هذه الأدوار حسب المراحل العمرية في حياة الفرد بحيث يرتبط كل دور أو مجموعة من الأدوار الاجتماعية بمرحلة من مراحل الحياة أو بفترة عمرية معينة.
يلعب العمر في معظم المجتمعات الإنسانية دوراً رئيسياً في تحديد أهلية الأفراد في احتلال أوضاع اجتماعية معينة، وما يترتب عليها من أدوار وتوقعات في التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع والتي ترسمها وتحددها ثقافة المجتمع.
ولا يعني ذلك حتمية الارتباط الوثيق بين العمر والدور، ففي حين نجد بعض الأدوار الاجتماعية مفتوحة أو متاحة لقطاع عريض من الفئات العمرية، نجد أدواراً اجتماعية أخرى محصورة في فئات عمرية محددة، فدور الجد على سبيل المثال لا يمكن أن يلعبه إلا الفئات عمرية محددة.
يمكن تلخيص نظرية الدور في ميدان الشيخوخة بأن مقدرة الشخص على التكيف لمرحلة الشيخوخة، ترتكز على مقدرته في تقبل التغيير الذي يحدث على أدواره الاجتماعية في مرحلة الشيخوخة.
وتخدم المعايير الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالعمر أساساً على ضوئه، يتاح للفرد القيام بأدوار جديدة، أو التنحي عن أدوار كان يقوم بها، فالمعايير المرتبطة بالعمر عبارة عن افتراضات حول القدرة لفئة عمرية معينة، للقيام بأدوار معينة، بعض هذه المعايير تعتمد على قرارات قانونية، كاإحالة على التقاعد أو قبول طلاب الكليات العسكرية، والتي تشترط أن يتراوح عمر المتقدم بين سنوات محددة، وقد تعتمد على اﻷعراف الاجتماعية كاستهجات زواج الصغير جداً أو الكبير جداً.
من هذا المنطلق، عادة ما يواجه كبار السن مجموعة من مشكلات الدور، فمع التقدم في العمر، يفقد الأفراد كثيراً من الأدوار التي لعبوها في ماضي حياتهم، تفوق ما يكسبونه من أدوار جديدة كما أن ما يفقده كبار السن من أدوار عادة لا يكون في امكانهم استرجاعها، ففقدان العمل بالتقاعد الاجباري.
لا يمكن في معظم الأحوال ولمعظم كبار السن، أن يستعيدوا أعمالاً جديدة تعوض ما فقدوه من أدوار، وبما أن الأدوار الاجتماعية هي الأساس الذي يرتكز عليه مفهوم الذات لدى الفرد، فإن فقدان أو تقليص الأدوار الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى هزة عنيفة في هوية الفرد وثقته بنفسه.