نظرية القوة في الرعاية الاجتماعية:
تزخر الحياة الاجتماعية بخبرات عديدة للقوة، حيث ذهب باريتو إلى وجود ثنائية في المجتمع من الحكام والمحكومين وأطلق على الفئة الأولى ELIT، كما قسّم باريتو الصفوة إلى نمطين هما الأسود والثعالب، ويقصد بصفوة الأسود، هي تلك الصفوة التي تتميز بخاصية وسمة الرواسب التي أطلق عليها باريتو “استمرار التجمعات ودوامها”، وهذه الرواسب يجعل صفوة الأسود، تتسم بدافع المحافظة بشكل أساسي.
وعلى النقيض من ذلك تلك التي يصفها باريتو بصفوة الثعالب، التي تعتمد في سلوكها على فئة أخرى من الرواسب غريزة التكامل، ويتسم أصحاب هذه الصفوة أنهم أقل جمود على المستوى الفكري، وأن سلوكهم يميل إلى التجديد والإبداع، وهذا ما يجعلهم يميلون إلى الخداع.
وحرص باريتو أن يفسر بشكل تام كل أنماط الفعل والسلوك، والتي تصدر من هاتين الصفوتين موضحاً الأسباب التي تجعل صفوة الأسود تميل إلى استخدام القهر أو القسر، وتجعل صفوة الثعالب تميل إلى استخدام الخداع والدهاء.
حيث أن هذين النمطين يشكلا طبقة الحكام، وبهذا الصدد ارتبطت أفكار ماركس هي أداة في أيدي القوة المسيطرة، والتصور الماركسي للطبقة هو تصور اقتصادي، والقوة السياسية تعد نتيجة وانعكاساً للقوة الاقتصادية، وأن الدولة ونسقها القانوني، هما فقط بمثابة قشرة خارجية، والتي تغطي بشكل سطحي بنية المصالح الطبقية، ووصف ماركس دور الدولة بأنها ليس سوى إلا لجنة تنفيذية في أيدي الطبقة البرجوازية، وتقوم هذه النظرية على الفرضية التالية:
فرضيات نظرية القوة في الرعاية الاجتماعية:
- أن القرارات السياسية نابعة من الموروثات الثقافية وكذلك الطبيعية البييولوجية لدى الصفوة، تؤثر في الاتجاه العام الذي ينساق إليه هؤلاء، وبالتالي يؤثر على قراراتهم.
- ومن ذلك يمكن فهم أصحاب الصفوة وجماعات المصالح، حتى يمكن التأثير فيهم نحو المصالح العامة، سواء أكانت مستبدين أو واضعي مسافة للمشاركة، وبشرط خدمة مصالحهم أو النوع الأخير وهم أصحاب المصلحة العامة، وتفيد هذه النظرية في صنع سياسة الرعاية الاجتماعية في الآتي: يمكن توسيط أصحاب المصالح للمدافعة عنى حاجات أفراد المجتمع، وذلك من خلال إكساب أفراد مجتمع تأييد هذه الجماعات، مما يزيد من قوتهم من ناحية، ومن ثم كسب مصالح شخصية لهم من ناحية أخرى.
