نظرية المنفعة والتوازن الاجتماعي والاقتصادي عند باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


نظرية التوازن الاجتماعي والاقتصادي عند باريتو في علم الاجتماع:

يشير باريتو إلى أن المجتمع تكوّن كامل مركب وغامض من العلاقات المتبادلة بين الأفراد، فهناك من يريد تحطيمه، وهناك من يريد إنشائه لتحقيق نوع من التوازن الاجتماعي، كما أن للأشخاص رغبات يسعون إلى تحقيقها وإشباعها، وفي الوقت ذاته، هناك موانع وعراقيل تمنع هؤلاء الأشخاص من إنجازها.

وهذا ينتج نوعاً من القلق والتوتر بين الذات التي ترغب في تحقيق الموضوع ذات قيمة، وعدم الاستطاعة على اكتساب ذلك الموضوع، ومن هنا يحدث الصراع الاجتماعي الداخلي أو الموضوعي، فالمجتمع يستجيب لمنطق الصراع من جهة، ومنطق الاعتدال والتلاؤم من جهة أخرى.

هناك دائماً صراع بين رغباتنا التي نسعى إلى إشباعها، وبين المعوقات التي تمنع سبل إشباعها، ولكن الصراع لا يلبث أن يتغير إلى تلاؤم التوازن بين رغباتنا وبين الظروف الخارجية، والمجتمع يكمل على نفس النظام، حيث تصبح فيه عملية توافق إلى التوازن الاجتماعي.

أما القوة التي تعمل في المجتمع مناظرة لرغبات الفرد، فهي ميل المواطنين إلى اللجوء إلى الأفعال غير المنطقية في ميدان القوى التي تعمل مناظرة للمعوقات التي تتكون في وجه الإنسان ﻹشباع حاجاته، وهي ميل المواطنين لإخفاء الطابع غير المنطقي في أفعالهم ومحاولاتهم بيانه بشكل منطقي معقول، والأفعال غير المنطقية تختلف من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، إلا أنه بالرغم من ذلك فهناك عنصر رئيسي فيها لا يتحول بتحول الأزمنة وتفاوت الأمكنة، وهذا العنصر المستقر هو الجدير بالدراسة، وهو أهم موضوع لعلم الاجتماع عند باريتو، وهو العامل الأساسي الذي يؤثر في طبيعة النظام الاجتماعي.

وعليه، يتأثر النظام الاجتماعي بعوامل داخلية وخارجية، وكذلك بتاريخ المجتمع ذاته الذي يندرج ضمن العوامل الخارجية، وعليه فنظرية التوازن هي تلك النظرية التي تؤكد على أن الأنساق الاجتماعية تستعيد توازنها إذا ما طرأ عليها اختلال أو اضطراب.

نظرية المنفعة الاجتماعية عند باريتو في علم الاجتماع:

تعد نظرية المنفعة من أبرز النظريات التي أكد عليها باريتو في نظريته السوسيولوجية والاقتصادية، فقد حلل نظرية المنفعة الاجتماعية من خلال اهتمامه بتعلم الفعل المنطقي أو غير المنطقي، ويقصد بالأفعال المنطقية تلك الأفعال التي تتوجه نحو غاية يمكن تحقيقها موضوعياً، وعن طريق استعمال أنسب الوسائل المتوفرة موضوعياً.

وما زال باريتو يقصر الأفعال المنطقية العقلانية على المجالات الاقتصادية والعلمية، ثم يبعد أية متعة منطقية على أي أداء آخر، أما الأفعال غير المنطقية، فهي التي تفشل في إنجاز هذين المعيارين (الوسائل والمقاصد)، مستعملاً في ذلك مقصودين هما الإشباع والانتفاع، وتعين الإشباعات الاقتصادية التي يحصل عليها وفقاً لترتيبه للأولويات التي يفضلها هو ذاته.


شارك المقالة: