نظرية صراع القيم المفسرة للمشكلات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


القِيَم هي أحكام مُكتَسبة من الظروف الاجتماعية يَكتَسبها الفرد ويَحتكم بها وتُحدِّد مجالات تفكيره وسلوكه وتؤثِّر في تعلّمه، وتختلف القِيَم باختلاف المجتمعات والجماعات، وقد تكون إيجابية مثل: الصدق، الأمانة، تحمّل المسؤولية…الخ أو سلبية كالكذب، الغش، والنفاق…الخ.

كيف يحدث صراع القيم؟

يوجد في كل مجتمع مجموعات من القيم التي يشترك فيها جميع أفراد هذا المجتمع تقريباً، كما أنَّ هناك قِيَماً تختص بها مجموعات مُعينه داخل المجتمع الواحد، وليس شرطاً أنْ تكون عامَّة بين جميع الأفراد، وهذه القِيَم الأخيرة تختلف من جماعة لجماعة. وتمتاز المجتمعات الحديثة بالتنوّع واللاتجانُس مِمّا يؤدِّي إلى وجود أنساقٍ متعدّدة من القِيَم في المجتمع الواحد والتي لا يمكن أنْ تتّفق فيما بينهم، وبالتالي يَحدث ما يُعرَف بالصِّراع حول القِيَم في المجتمع والذي يساعد على وجود المشكلات فيه.

يحدث صِراع القِيَم بسبب التباين والاختلاف والتفاوت بين أفراد المجتمع من حيث القوة والسُّلطة. وشعور أفراد المجتمع بالظلم سيؤدي إلى ظهور الصِراع بين الطَبقات الاجتماعية في المجتمع.

نظرية صراع القيم المفسرة للمشكلات الاجتماعية

تستند نظرية الصِّراع على أفكار “كارل ماركس” الكلاسيكية والآراء المُعاصرة لعلم الاجتماع. التي تؤكِّد دَور القوة الاقتصاديَّة والسياسية على فَرض رأي شخص ما على الآخرين. ويُحلّل أنصار الاتجاه الصِراعي المشكلات الاجتماعية في ضوء ما يلي:

1- المجتمع يتكوّن منْ جماعات متفاوتة ومختلفة ذات مَصالِح وقِيَم مُتباينة ومختلفة وكل جماعة تُدافع عن مَصالحها، وبالتالي فإنَّ نجاح جماعة ما يَتسبّب في وجود مشكلة لجماعة أخرى.

2- الجهد المبذول لحلِّ المشكلة الاجتماعية يتضمّن محاولات من الجماعة المُتضرِّرة لإحداث تغيرات لانتزاع حُقوقها من الأشخاص الذين يَحتلّون مراكز القوَّة.

3- قد يُعَدُّ صِراع مُعين دافع للتغيرات الاجتماعية الضرورية في المجتمع.

صراع القيم

صِراع القِيَم: يعني دفاع الجماعة عن مصالحها. ولكلِّ جماعة قِيَم خاصّة بها وتسعى من أجل إيجاد ظروف تتوافق مع قِيَمها، ويعكس الصِّراع بين جماعتين نتيجة لصراع القِيَم ويؤدِّي إلى حالة من التفكّك الاجتماعي. على سبيل المثال: صراع القِيَم عند الشيوخ ضِدّ الشباب، أو المَلّاكين ضِدّ المستأجرين، أو الطلبة ضِدّ المعلمين. وهنا يمكننا القول أنَّ صِراع القِيَم يُعتبر من أخطر الصراعات. وأنَّه ليسَ من السهل أنْ يتوصل فيه الناس إلى حلول بسيطة، وذلك لأنَّ كل مجموعة تعتقد أنَّها على حقّ فيما يتعلق بقِيَمها التي تدافع عنها، ومن ناحيةٍ أخرى بأنَّها ليست على استعداد للتنازل عن قِيمها بيُسر وسهولة.

الصِراع الطَبقي: من وِجهَة نظر علماء الاجتماع هو نتيجة حَتميّة لحركة التاريخ التي تتضمَّن مؤشرات القوة والسُلّطة. ويقول علماء الاجتماع أنَّ الصراع الطَبقي يحدث من أجل السيطرة على الثروَة والقوّة والسُلّطة وهو المصدر الرئيسي للمشكلات الاجتماعية. تَهدفُ دراسَة علماء الاجتماع في التّدرّج الطَبقي إلى القضاء على الأفكار الماركسيّة التي ترى أنَّ التغيّر التدرّجي للمجتمع هو أفضل السُبل لحلِّ صِراعات المجتمع من الثورَة العنيفة.


شارك المقالة: