اقرأ في هذا المقال
لقد وضع العالم الأمريكي لدوغلاس ماكغريغور أنماط مثالية حول مفهوم الإنسان وسلوكه، وإن هاتين النظريتين يبينان مستوى الدافعية والإنجاز لدى العاملين حيث أطلق على أحدهما نظرية (×) والثانية نظرية (y).
نظرية الإكس في الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية
هذه النظرية تقوم على سلسلة اقتراحات أبرزها أن الفرد بطبعه متقاعس لا يرغب في العمل، والفرد خامل لا يريد تحمل واجباته في العمل، كذلك يرغب الفرد دائماً أن يجد شخصاً يقوده ويرشده ويشرح له ماذا يعمل، والعقاب أو التهديد بالعقاب من الوسائل الأساسية لدفع الإنسان إلى العمل، ولا بدّ من الرقابة الكبيرة والدقيقة على الإنسان لكي يعمل، والأجر والمزايا المادية المتعددة هي من أهم حوافز العمل.
وعلى أصل هذه الاعتقدات اتخذت الإدارة التقليدية الخطط والأساليب المناسبة ﻹدارة الجهد البشري وجعلت التهديد والإشراف المحكم على العاملين وسائلها، وهذه السياسة وضعت لتناسب افتراضات ظالمة في سلوك الأفراد أثبتت العلوم الاجتماعية بطلانها ونفت تلك الصفات التي تم إلصاقها بالبشرية وجاءت بأن هذه السمات لم تكن من سمات البشر الموروثة ولا من طبائعه، بل أنها أهدار لما تنتجه الإدارة من خطط دفاعية ضد افتراضات خاطئة في السلوك البشري.
ومن هنا فالعمالة المؤقتة في الخدمة الاجتماعية كأشخاص إذا اعتقدنا ذلك، فسوف يؤثر على إحساسهم كبشر وبالتالي على سلوكياتهم ومدى ولائهم للعمل وللمؤسسة التي يعملون بها، ويصبحون أدوات معطلة للعمل وهذا عكس ما يراد الوصول إليه وهو أن يصبح هؤلاء أداة قوية في العمل ويستفاد من طاقتهم وأفكارهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى الأنساق الأخرى التي يتعاملون معها.
نظرية واي في الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية
هذه النظرية إلى جانب إيمانها بدوافع العمل وحاجات العاملين فإنها تحاول تقديم اعتقادات أخرى تحلل بعض مظاهر السلوك البشري وهذه الاعتقدات:
1- إن القدرة البدنية والعقلية اللتان يبذلانها العامل في عمله هو شيء طبيعي كاللعب والراحة.
2- إن الملاحظة الخارجية والتهديد بالعقاب ليست الوسيلة الوحيدة التي تلزم العاملين لبذل القدرة من أجل تحقيق الغايات التنظيمية، إذ أن العامل سوف يقوم بممارسة الملاحظة الذاتية والتوجيه الشخصي من أجل إنجاز الأهداف التي التزم بها.
3- إن الأشخاص يعرفون كيف يبحثون عن المسؤولية وليس فقط قبول هذه المسؤولية.
4- إن الإنسان يقوم بالعمل بهدف أن يحصل على المكافآت وليس من الخوف من العقاب، وإن كان أهم مكافآت الفرد مرتبطة في الرضا الشخصي، والاكتفاء بحاجة تحقيق الذات.
وبالنظر إلى نظرية واي والافتراضات التي قامت عليها مع فئة العمالة المؤقتة في الخدمة الاجتماعية نجد أنها أكثر مناسبة من النظرية السابقة إكس، وذلك ﻷن نظرية واي ترى أن الأفراد يحبون العمل ويرغبون في المسؤولية وإيجاد نوع من الإبداع والرغبة في تحقيق أهداف المؤسسة من خلال الرقابة الذاتية والتوجيه الشخصي، وهذه الافتراضات تجعل من العمالة المؤقتة مجال يقوم بالسعي إلى تحقيق ذاته وتحقيق الأهداف المحددة لها وأكثر انتماء للعمل وللمؤسسة الاجتماعية وهذا له توابعه الإيجابية الكثيرة على العامل وعلى العمل وعلى المؤسسة بل وعلى المجتمع كله.