نظم التعليم الطبي عند علماء العرب في علم الاجتماع الطبي:
إن من أول من أسس مدارس الطب والمستشفيات هم العرب، حيث تكوينها على الأسس المعروفة الآن، فتستند أسس التعليم الطبي على المستشفيات كقطاعات صحية وتعليمية مع بعضها البعض، فقد أثبت الحكيم العربي المعروف علي بن العباس على أهمية العمل في مستوصف بشكل منتظم، حيث يخاطب دارس الطب، يجب الالتزم لطالب هذه المهنة وأن يكون ملازماً للمستشفيات ولديه المعرفة بكيفية علاج المرض، وأن يكون كثير التواصل أوضاعهم مع الأساتذة المتخصصين من الأطباء، وأن يتفقد أحوالهم والأعراض المكشوفه فيهم.
ويهتم ويركز في الحقيقة علم الاجتماع الطبي حديثاً بموضوع الدافعية للانتساب بالمهام الطبي، حيث نرى جهود العلماء العرب في أخذ هذا الموضوع في العصر الأموي، فقد قام العرب على المستوى الرسمي بالاهتمام بدراسة العلوم الدينية ومنها على الطب التي كانت تفتخر بها البلاد العربية، وفي منتصف القرن الثالث الهجري بدأ التعليم الطبي يركز على الأخذ بالوسائل العلمية، وتحضير الأدوية المستخدمة في علاج بعض الأمراض.
وقد تكوّنت مدارس الطب في العالم الإسلامي وكان التعليم يتخذ أسلوبين، أولاً اسلوب المدارس الطبية النظرية، وثانياً اسلوب التمرين والممارسة في المدارس الطبية العملية، حيث يجتمع الطلاب مع الأطباء المتخصصين، فيتعلمون كيف يفحص المريض، وكيف يصف لهم العلاج المناسب لذلك المرض، فإذا تخطى الطالب فترة الدراسة وتقدم للامتحان ثم أقسم اليمين وحصل على الشهادة، فيبدأ بمزاولة الطبيب ويكون دائماً مراقباً من قبل رقابة الدولة.
أما في العصر العباسي، كشفت حركات الترجمة والتأليف والتفوق العربي في الطب، وتطورت وزدهرت وسائل التعليم الطبي، وزدادت الرقابة على الحكماء والصيادلة، وعمل إجراءات واختبارات لهم في المزاولة الطبية، بالإضافة مراقبة مدى تمسكهم بالتوجيهات والتعليمات الطبية.
ومن هذه الإسهامات في علم الاجتماع الطبي، أساليب التعليم الطبي، اخترع حكماء العرب وسائل للجلوس في مجموعات مصنفه ومرتبه حسب أقدميتها في التعليم الطبي وكفاءتها وتجاربها، حيث كان أبو بكر الرازي أول من اخترع هذا الأسلوب التعليمي المتفوق، حيث يجلسوا في مجموعة تعليم الطب، ثم يأتي بعده التلاميذ المتقدمون وبعدها المبتدئون، فكان يأتي المصاب، فيصف ما يجد من يتلقاه بالبداية وهم المبتدئون، فإذا كان لديهم المعرفة وعلاج مرضه فحسن، وإلا تعداهم إلى التلاميذ المتقدمين، فإن عالجوه فحسن، وإلا عاد إلى الرازي في ذلك، وهي طريقة في غاية الأهمية؛ ﻷنها تعود بفائدة للمتعلم وتوجيهات المعلم في مهامه.