نفقات الدولة الأموية في عهد هشام بن عبد الملك

اقرأ في هذا المقال


كانت الدولة الأموية تقوم بإنفاق المال على أُعطيات الجنود، والقيام بتجهيز الجيوش وإعطاء الرواتب للموظفين، ودفع المال لإقامة المشاريع كبناء المساجد وبناء المدن وإقامة السدود.

النفقات التي تخص المشاريع العامة في الدولة الأموية:

كان الإنفاق على المشاريع أحد أسباب الصرف في الدولة الأموية، وكان أول ما يتقدم من هذه المشاريع هو بناء المدن، ومثال على ذلك القيام بإعادة بناء قنصرين، وقيام هشام بن عبد الملك ببناء قصرين فيها، وكانت طيبة الهواء وبعيدة عن الوباء لذلك فضلها هشام عن غيرها، واتبع الخلفاء من بعده ممشاه إلى أن أخذت الرصافة شكلاً جديداً.
وقام أيضاً والي السغد عمرو بن القاسم ببناء مدينة المنصورة وسكن فيها، وعمل أسد بن عبد الله القسري والي خراسان على تجديد بناء مدينة بلخ، وقام بنقل الدواوين والجند، وقام الحر بن يوسف والي مصر ببناء قيصرية هشام بعد أن أخذ الإذن منه.
وعمل هشام على بناء بعض المنشآت في ملطية، وبنى بعض الحصون والمسالح في بلاد الشام على حدود البيزنطيين، كما كان لديه اهتمام ببناء المساجد، ومن هذه المساجد مسجدٌ أمر ببنائه في فلسطين، وقام بأخذ الرخام الخاص بأعمدته من نصارى فلسطين، وقام عبيد الله بن الحبحاب ببناء مسجد تونس والذي يعرف الآن بمسجد الزيتونة.
وأعطى هشام بن عبد الملك كل الاهتمام بالقوة البحرية، وقد أعطى الأمر لعبيد الله بن الحبحاب والي هشام في تونس بأن يجدد بناء قاعدة السفن الحربية وأن يقوم بتوسعتها، وقام أيضاً بنقل قاعدة السفن في الشام من عكا إلى صور وبنى فيها فندقاً.

النفقات التى تخص الرواتب والعطاء في الدولة الأموية:

وصلت الدولة الإسلامية في عهد الخليفة هشام لأقصى اتساع لها، فكان ضرورياً أن يكون الجيش كبيراً ومجهزاً؛ وذلك للحفاظ على الأمن والأمان، ولحماية استقرار الدولة من الانهيار، ومنع الثورات الداخلية وقمعها، وحماية الدولة من المتمردين، وكل ذلك كان يحتاج الكثير من المال، ولا بُدَّ أن يتم صرف الرواتب والأعطيات للجنود، وكل هذا الصرف يكون من بيت المال.
وكانت االدولة تقوم بصرف رواتب سنوية لجنودها، ففي نهاية كل عام هجري يتم إعطاء الجنود رواتبهم، وكانت غالبية الأعطيات تعطى للعرب في كافة الولايات؛ لأنهم كانوا عماد الدولة الأموية، وكان البعض من الموالي يأخذون العطاء وقد عمل هشام على زيادة أعطياتهم، فأصبح نصيب الفرد من الموالين في بعلبك وأنطاكيا ثلاثون ديناراً.


شارك المقالة: