نمذجة وضعيات التماس الثقافي

اقرأ في هذا المقال


نمذجة وضعيات التماس الثقافي:

استعادت الفكرة الأمريكية الشمالية الخاصة بتصنيف الظرورف لمختلف أنواع التثاقف، ذلك بهدف تفادي الوصف الخالص أو التخلص من تعميم مجازف في حين يتعلق الأمر بصيرورة عامة في أمر التعقيد في الثقافة.

وبناء على المبدأ الذي تم وضعه، قد أدرج في هذه النمذجة الأطر الاجتماعية الحاضنة لما يجري فيها من تثاقف، إذّ تم إضافة وضعيات تماس متنوعة بما فيها الوضعية الثقافية المبدئية التي حددها العالم جورج بالاندي، إضافة إلى أهمية أخذ الوضعيات الممكنة المتنوعة بعين الاعتبار، على مستوى منهجي خاص.

إن التصور الذي تحمله فكرة التثاقف بوصفها ظاهرة عامة، كثيراً ما تخضع إلى الوضعية الخاصة بها، كما يجب علينا تحليل كافة الأمور التثاقفية، يجب أن نضع بالمقدمة المجموعة المهيمنة والمجموعة المهيمن عليها سواء بسواء، إذّ ما تمت مراعاة هذا المبدأ بكامل أموره، فإننا سرعان ما نكتشف أن لا وجود لها بالمعنى الدقيق لثقافة مانحة أو ثقافة متلقية وحسب.

التثاقف لا يجري أبداً في اتجاه واحد، لهذا السبب يقترح العالم باستيد مصطلحي تداخل الثقافات أو مصطلح تقاطع الثقافات، إذّ تكون هذه المصطلحات بديلاً عن مصطلح الثقافة، وهذا التناظر في المصطلحات قليلاَ ما يكون متناظراً.

العالم بيني باستيد نمذجته اعتمدت على ثلاثة معايير أساسية: الأول عام وسياسي تقريباً والنموذج الثاني ثقافي، والنموذج الثالث اجتماعي، حيث أن أول المعايير هو وجود معالجات للحقائق الثقافية والاجتماعية أو عدم وجودها، وبناء على ذلك تم وجود ثلاثة وضعيات نموذجية.

الوضعيات النموذجية للتثاقف للعالم بيني باستيد:

1_ وضعية تثاقف عفوي أو طبيعي، وفي التطبيق الثقافي لا يكون الأمر كذلك، بل تتعلق الوضعية بتثاقف غير معين وغير مراقب، وفي هذه الحالة يأتي التغير من مجرد التماس الثقافي، ويكون إلى كل واحدة من الثقافيين المعنيين بحسب منطقها الثقافي الداخلي.

2_ وضعية تثاقف منظم، ولكنه قسري، في هذه الوضعية تكون أمور الإرادة الثقافية فيها مهيمن عليها، وذلك بهدف إخضاعها لمصالح المجموعة المهيمنة، إذّ يبقى التثاقف جزئياً وغالباً ما يفشل من وجهة نظر الكثير من المهيمنين، إضافة إلى وجود نزع للثقافة من دون وجود ثقافة.

3_ وضعية التثاقف المخطط له والمراقب، تلك الوضعية التي تسعى أن يكون الأمر فيها نسقياً، حيث يضبط التخطيط فيها اعتماداً على معرفة مفترضة بالحتميات الاجتماعية.


شارك المقالة: