نهاية حرب القرم

اقرأ في هذا المقال


الموقف البريطاني


كان عدم الرّضا عن سير الحرب انتشر بين الناس في بريطانيا وبلدان أخرى، وتفاقمت الأمور بسبب تقارير عن الفاشيّات، وخاصة الخسائر المدمرة للواء الخفيف في معركة بالاكلافا.


يوم الأحد 21 يناير (1855)، وقعت “أعمال شغب في كرة الثلج” في ساحة ترافلغار بالقرب من سانت مارتن إن ذا فيلدز حيث تجمع (1500) شخص للاحتجاج على الحرب من خلال رشق الحافلات وسيارات الأجرة والمشاة بكرات الثلج.


عندما تدخلت الشرطة، تمّ توجيه كرات الثلج إلى الضباط، وأخيرًا تمّ إخماد أعمال الشغب من قبل القوات والشرطة التي تعمل بالهراوات في البرلمان، طالب المحافظون بمحاسبة جميع الجنود والبحارة الذين تمّ إرسالهم إلى شبه جزيرة القرم وأرقام دقيقة عن عدد الضحايا التي لحقت بها جميع القوات المسلحة البريطانيّة في شبه جزيرة القرم؛ كانوا مهتمين بشكل خاص بمعركة بالاكلافا.


عندما مرر البرلمان مشروع قانون للتحقيق بأغلبية (305) مقابل (148)، قال أبردين إنّه فقد تصويت بحجب الثقة واستقال من منصب رئيس الوزراء في (30 يناير1855) أصبح وزير الخارجيّة السابق المخضرم اللورد بالمرستون رئيسًا للوزراء.


اتخذ بالمرستون خطا متشددُّا أراد توسيع الحرب، واثارة الاضطرابات داخل الإمبراطوريّة الروسيّة، والحد بشكل دائم من التهديد الروسي لأوروبا كانت السويد وبروسيا على استعداد للانضمام إلى بريطانيا وفرنسا، وبعدها تمّ عزل روسيا.

مفاوضات السلام


فرنسا، التي أرسلت عددًا أكبر بكثير من الجنود إلى الحرب مُقارنة ببريطانيا، وتعرضت لعدد أكبر بكثير من الضحايا، أرادت أنّ تنتهي الحرب، وكذلك النمسا.


بدأت المفاوضات في باريس في فبراير (1856)وكانت سهلة بشكل مدهش لم يكن لدى فرنسا بقيادة نابليون الثالث مصالح خاصة في البحر الأسود، لذلك لم تدعم المقترحات الصارمة البريطانيّة والنمساويّة.


أسفرت مفاوضات السلام في مؤتمر باريس عن توقيع معاهدة باريس في (30 مارس 1856) امتثالًا للمادة الثالثة، أعادت روسيا إلى الإمبراطورية العثمانيّة المدينة وقلعة كارس المشتركة مع “جميع الأجزاء الأخرى من الأراضي العثمانيّة التي كانت القوات الروسيّة في حوزتها”.


أعادت روسيا البودجاك، في بيسارابيا، إلى مولدافيا بموجب المادة الرابعة، أعادت بريطانيا وفرنسا وسردينيا والإمبراطورية العثمانيّة إلى روسيا مدن وموانئ سيفاستوبول وبالاكلافا وكاميش وإيباتوريا وكيرتش وجنيكال وكينبورن وكذلك جميع الأراضي الأخرى التي تحتلها القوات المتحالفة”.


وفقاً للمادة (11 و 13)، اتفق القيصر والسلطان على عدم القيام بإنشاء أي ترسانة بحريّة أو عسكريّة على ساحل البحر الأسود،هذه البنود نفعت الإمبرطوريّة العثمانية، وسببت الضرر لروسيا، تمت إعادة إماراتي مولدافيا ووالشيا اسميًّا إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة في الواقع، اضطرت الإمبراطوريّة النمساويّة إلى التخلي عن ضمها وإنهاء الاحتلال من الناحية العمليّة أصبحت مستقلة.


قبلت معاهدة باريس الإمبراطوريّة العثمانيّة في الحفل الأوروبي، وتعهدت القوى العظمى باحترام استقلال وسلامة أراضي الدولة العثمانيّة (432–33) أعقاب في روسيا رأى بعض أعضاء المثقفين الروس الهزيمة كضغط لتحديث مجتمعهم.


قال الدوق قسطنطين (ابن القيصر) أنّه لا يمكننا خداع أنفسنا بعد الآن يجب أنّ نقول أننا أضعف وأفقر من قوى الدرجة الأولى، علاوة على ذلك، ليس فقط أفقر من الناحية الماديّة ولكن أيضًا في الموارد العقليّة، لا سيما في مسائل الإدارة.


شارك المقالة: