نهاية معركة بلغراد؟

اقرأ في هذا المقال



في اليوم التالي للمعركة حدث شيء غير متوقع حسب بعض الروايات، بدأ الفلاحون الصليبيون في عمل عفوي، وما قاموا به خدم كابيسترانو وهونيادي، على الرغم من أوامر هونيادي للمدافعين بعدم محاولة نهب المواقع العثمانيّة، إلاّ أنّه تسللت بعض الوحدات من الأسوار المهدمة، واتخذت مواقع عبر الخط العثماني، وبدأت في مضايقة الجنود العثمانيون.


حاول القائد العثماني سباحيس دون جدوى تفريق القوة المُضايقة في الحال، انضم المزيد من المدافعين إلى أولئك الذين الذين خارج الجدار، ما بدأ كحادثة غير مقصودة تصاعد بسرعة إلى معركة واسعة النطاق.


حاول جون كابيسترانو في البداية أنّ يأمر رجاله بالعودة إلى القلعة، ولكن سرعان ما وجد نفسه مُحاطًا بحوالي (2000 ) من الفلاحين، ثمّ بدأ يقودهم نحو الخطوط العثمانيّة، وصرخ ، “الرب الذي صنع البداية سيهتم بالنهاية!” قاد كابيسترانو قواته الصليبييّه إلى الخلف العثماني عبر نهر سافا، ونظّم قواته، من أجل السيطرة على المواقع العثمانيّة.


قام العثمانيون بالانسحاب حاول الحرس الشخصي للسلطان محمد الثاني الذي يبلغ حوالي (5000) من الإنكشاريين بمحاولة يائسة لإيقاف الذعر وإعادة السيطرة على المعسكر، ولكن بحلول ذلك الوقت انضم جيش هونيادي أيضًا إلى المعركة غير المخطط لها، وأصبحت الجهود العثمانيّة ميئوسًا منها.


تقدم السلطان محمد الثاني نفسه في القتال وقتل مجموعة من الفرسان في قتال واحد، ولكن بعد ذلك أُصيب بسهم في الفخذ وأصبح فاقدًا للوعي، بعد المعركة أُمر المهاجمون المجريون بقضاء الليل خلف جدران القلعة وأنّ يكونوا في حالة تأهب لتجديد مُحتمل للمعركة لكن الهجوم العثماني المضاد لم يأت أبدًا تحت غطاء الظلام، تراجع العثمانيّون على عجل، حاملين جرحاهم في (140) عربة وانسحبوا إلى القسطنطينيّة.


دفع المجريون ثمناً باهظاً لهذا النصر اندلع الطاعون في المخيم، الذي توفي فيه جون هونيادي نفسه بعد ثلاثة أسابيع (11 أغسطس 1456) ودُفن في كاتدرائية Gyulafehérvár (الآن ألبا يوليا)، عاصمة ترانسيلفانيا.


بما أنّ تصميم القلعة قد أثبت قوته خلال الحصار، فقد قام المجريون ببعض التعزيزات الإضافيّة تمّ تعزيز الجدران الشرقيّة الأضعف، وهو المكان الذي اخترقه العثمانيون إلى المدينة العليا بواسطة بوابة الزندان وبرج نيبويشا الثقيل كان هذا آخر تعديل كبير للقلعة حتى عام (1521) عندما استولى عليها حفيد السلطان محمد الثانيسليمان القانوني في النهاية.


شارك المقالة: