اقرأ في هذا المقال
تضجّ ذاكرة الشعوب بكم عظيم من الإرث الفولكلوري من الخرافات والمعتقدات التي اخترعتها المخيلة الشعبية؛ لفك وفهم رموز عوالم الغيب الخفية.
هل الخرافة حقيقة أم خيال؟
أن تسمع نباح كلب هو نذير شؤم، وأما رؤية الغراب فتشير إلى موت أحد المقربين، ورفة العين اليمنى تعني أن أحدهم يذكرك بخير، وأما رفة العين اليسرى فتشير إلى العكس تمامًا، وأن تُفتح المظلة في البيت فهو يجلب الشؤم والخراب لأهل البيت، والضحك بكثرة في موروث البعض، فيعني أن اليوم التالى سيكون مليئًا بالأحزان.
لربما يكون أمرًا مسليًا الاستماع إلى الجدة وهي تقص بعضًا من تلك الخرافات التي توارثتها عن جداتها، وترسبت في داخلها إلى أن أصبحت أقرب ما تكون إلى الحقائق العلمية منها إلى الخرافة، وفي يومنا هذا رغم أن البعض مايزال يحتفظ ببقايا تلك الخرافات في داخله، غير أن معظم الشباب يرفضون تحول تلك المعتقدات البائدة إلى أسلوب حياة يُملي على الشخص خياراته ويوجه سلوكاته وتصرفاته.
تراث من الخزعبلات:
كثر أولئك الشباب الذين يرفضون أن تُملي عليهم الخزعبلات والخرافات تصرفاتهم، وترسم لهم أسلوب حياتهم، فالجدات اللواتي يعشن مع أبنائهن وبين أحفادهن، يرددن بعضًا من تلك الأفكار التي تناقلنها عبر سنوات حياتهن، كالصفير داخل المنزل جالب للشؤم والخراب لأهل البيت، والنهي عن كنس البيت وتنظيفه يوم الجمعة؛ لأنه نذير شؤم أيضاً، ويعتبر الشباب أن توارث المعتقدات والموروثات الخرافية ليس حكرًا على مجتمع أو حضارة بعينها، بل أنه مسألة إنسانية تلتقي عندها جميع الحضارات.
نجد العديد من الخرافات تتكرر لدى شعوب مختلفة العادات والتقاليد والثقافات، والكثير من الشباب لا يؤمنون بمثل هذه الخرافات، غير أنهم لا يدركون أن تلك الأفكار قد تغلغلت في أعماقهم، وهي لا تطفو إلى السطح إلا في بعض المواقف، وفعلى سبيل المثال قد يرفض أحدهم خرافة أن صب الماء الساخن في المجاري تجلب الشياطين، غير أنهم لا يستطيعون صب الماء الساخن في الحمام دون أن تذكر تحذيرات الأمهات والجدات من أن الجن قد يتأذى وينتقم منهم بأن يحتل أجسادهم، وبالتأكيد فإن تصرفاتهم تلك تأتي عن قناعة وإيمان بوجود مخلوقات أخرى تقاسمنا هذا العالم، ولذلك ينبغي عدم إيذاء هذه المخلوقات أو بالأحرى إتقاء شرها بالتلفظ بالبسملة قبل صب الماء الساخن.
تفاؤل وتشاؤم:
لا بد من التمييز بين نوعين من الخرافة، أحدهما يدعو إلى التفاؤل وتسلية النفس، وكما أنه يضفي طابعًا مميزًا على الحياة، ونوع آخر يُغرق صاحبه في أفكار سوداوية تنغص حياته، فلا تنكر أبداً أنك تتفاءل إذا شاهدت فراشة بيضاء مقبلة عليك، ولكن الناس كذلك يتشاءمون إذا كانت الفراشة سوداء اللون، أو إذا شاهدوا غرابًا أو سمعوا نباح كلب أو نهيق حمار.
من الفتيات من لا يمانعن في قرص صديقتها العروس علّها تكون العروس التالية، غير أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تسلية واستبشار، وبالمقابل فإن العديد من الفتيات أيضًا، فيما يتعلق بأمر الزواج وشأنه، يؤمن بأن المكانس “المقشات” نذير شؤم، فيتجنبن المرور أمام بائعيها مثلاً؛ كي لا يتعرضن للمشي أسفل تلك المقشات، إذ أنهن يؤمن بالفعل بأن المرور من تحت المكنسة يطرد العرسان؛ الأمر الذي يعني حرمانهن من الزواج.
الكثير من الناس من غير الممكن أن يسمعوا خبرًا سيئًا أو حكاية حزينة دون الإمساك بالخشب، ذلك فإنها الحركة الوحيدة التي ستبعد إصابتهم بالمكروه نفسه حسب الخرافات التي يؤمنون بها، إن جو القدسية الذي يحظى به عالم الخرافة ينبع من توق الإنسان الأبدي لدخول أغوار عوالم الغيب واتقاء شرور المستقبل الغامض، وكشف خبايا عالم الجن بأسلوب بسيط وبدائي يساعد على تخفيض التوتر والقلق الذي يعيشه الإنسان.
التجار يؤمنون بالخرافات أيضًا:
إن النساء بشكل عام بغض النظر عن عمرهن، شابات كُنّ أو كبيرات في السن أكثر ميلًا من الرجال إلى تصديق خرافات الجدات وهنّ يطبقنها في حياتهن اليومية، وذلك بسبب طبيعتهن العاطفية، غير أن للرجال بعض خرافاتهم كذلك، فبعض التجار الذين يبيعون الأواني الخزفية أو الزجاجية يرفضون بشكل تام الحصول على عوض عنها من الزبائن الذين تسببوا في كسرها، كذلك فيما يتعلق بأول زبون يدخل إلى محل التاجر، إذ يحرص التاجر على إرضائه بأي شكل من الأشكال، بشكل خاص فيما يتعلق بالسعر حتى لو اضطر هذا التاجر لتكبد خسارة أو على الأقل الاكتفاء بربح ضئيل، فإنه لا يمكن أن يدع أول زبون له يغادر المحل مكسور الخاطر، حيث أن إغضاب الزبون الأول يعني جلب الشؤم والبوار لتجارته، هناك أعداد أخرى من التجار ممن يعتبرون أن تلك الخرافات ليست سوى تفسيرات غامضة وساذجة.
هل الجدة على حق؟
معظم الأشخاص يذكرون كم كانت الجدات حريصات على آثارهنّ الجسدية من أظافر وشعر وملابس تحمل آثار عرقهن ورائحتهن، كانت الجدات يحذرن من أن سمح لأحد بارتداء أي شيء من ملابسنا قبل غسلها ونشرها بالشمس، كما أن بعض الجدات كُنّ يحذرن من أن يُجرب أحد خاتمًا مثلًا على يده، فلربما تنظرالجدة نظرة ذات معان محذرة ألا تسمح لذلك الشخص بارتدائه، نبتسم في داخلنا من خرافات أولئك الجدات، غير أن الاكتشاف المذهل أن الجدات بروفيسرات ومتخصصات في علم الطاقة، وكيف حدث هذا؟ أثبتت الدراسات الحديثة أن لكل إنسان مجالًا مغناطيسيًا خاصًا به، وهذا المجال له ترددات وذبذبات معينة تختلف من شخص لآخر وتحمل شحنات إيجابية أو سلبية حسب نفسية الشخص وحسب صفائها ونقاء قلبه من المشاعر السلبية.
المهم أن آخر اكتشافات علم الطاقة والتي أدهشت عقول الأمريكيين والأوروبيين في الوقت الحاضر، غير أننا نحن المسلمين لدينا منها رصيد ضخم من التراث الإسلامي يطالبنا بضرورة الإيمان بهذه الأشياء واعتبارها مسلّمات، ماذا يحدث عندما يرتدي شخص خاتم شخص آخر؟ وهذا سؤال يستحق الإجابة، إن الخاتم الذي يرتديه شخص منذ فترة طويلة قد أصبح له مجال مغناطيسي مطابق لمجال ذلك الشخص تمامًا.
لتتمكن من إلغاء هذه الطاقة لابد من معادلتها ومحايدتها ” أي جعل هذا الخاتم بلا شحنة وبلا ترددات”، وهذا لايحدث إلا باستخدام طاقة أكبر وأقوى من طاقة الخاتم مثلما نفعل مع بطاقة الائتمان حين نريد إلغاء مغناطيسيتها فنوجه لها مغناطيسًا أقوى منها يمحوه ويبطل مفعوله، والأمر يزداد تعقيدًا إذا كان الخاتم فيه أحجار كريمة لأن طاقة المجوهرات والأحجار الكريمة قوية جدًّا وأقوى بكثير من المعادن، ولذلك فهي تكتسب من طاقة صاحب الخاتم ببطء شديد جدًّا.
بنفس الطريقة لا تستطيع التخلص من طاقة صاحب الخاتم إلا ببطء أشد بكثير، بالنسبة للخواتم المعدنية فهناك طريقة سريعة للتخلص من شحناتها، وذلك بغلي هذا الخاتم على النار لأن درجة الغليان تمحو معها كل المعلومات التي يحملها الخاتم عن مجاله المغناطيسي، لذلك فالنصيحة الخطيرة التي يقدمها المختصة بعلم الطاقة هو أن نضع أقوال الجدات موضع التنفيذ “فالحذر الحذر أن تقرض خاتمك لأحد ولا تستعر خاتمًا إلا من الأشخاص الذين تعرفهم وتشعر نحوهم بالراحة، فطاقة الخاتم تؤثر جدًّا، هذه أسرار قوية جداً”.