الانقسام الصيني السوفيتي
في عام 1956 ميلادي تمت عملية الانقسام الصيني السوفياتي والتي تم من خلالها هو إنهاء العلاقات السياسية بين جمهورية الصين الشعبية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وكان ذلك بسبب الاختلاف العقائدي بينهم، كما كان للحرب الباردة دور في بدء الصراعات بين الطرفين، ومع بداية عام 1945 ميلادي زادت الصراعات بين الاتحاد السوفيتي والصين، في تلك الفترة زادت العلاقة قوة بين الهند والاتحاد السوفيتي، الأمر الذي أزعج الصين ورأت أنّ في تلك العلاقة تهديداً لها.
أسباب الانقسام الصيني السوفيتي
عند بداية الحرب العالمية الثانية حصل صراع بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ القومي والذي أدى إلى قيام حرب أهلية بينهم؛ وذلك من أجل طرد إمبراطورية اليابان من الجمهورية الصينية، ومن أجل إتمام ذلك قام الزعيم السوفياتي يوسف ستالين ماو تسي تونغ بإصدار الأمر إلى زعيم الحزب الشيوعي الصيني وطلب منه التعاون مع القائد العام شيانج كاي شيك؛ من أجل الوقوف ضد اليابان وإخراجهم من الأراضي الصينية، وعندما أعلنت اليابان استسلامها، عاد الطرفين إلى الصراع من جديد وتمكن الشيوعيين من تحقيق النصر.
عند انتهاء الحرب، قرر ستالين ماو عدم تولي الحكم على السلطة السياسية وتشكيل تعاون مع شيانج ، وأدى ذلك إلى عقد معاهدة الصداقة والتحالف بين الاتحاد السوفياتي وحزب الكومينتانغ وتم عقد تلك المعاهدة في 1945 ميلادي، لم يستمر الحزب الشيوعي بالمحافظة على المعاهدة وقام بتشكيل تحالف مع الاتحاد السوفيتي وحصل منه على الأسلحة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل الحزب القومي، كما حاولت تشكيل جيش مشترك مع الجيش الوطني الصيني والعمل على الوصول للسلام.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تتدخل في الشأن الصيني وأرادت إعادة ضبط الأحزاب الصينية وقررت دراسة سبب قيام الثورة الشيوعية والعمل على حل الصراع، في عام 1950 ميلادي تم عقد اتفاقية صداقة بين الاتحاد السوفيتي والصين، وعلى الرغم من ذلك عادت الصراعات من جديد بينهم، وقامت الكثير من الأحزاب الصينية بالانضمام إلى الاتحاد السوفيتي والطلب اعتماد النظام السوفيتي في الأراضي الصينية، الأمر الذي أدى إلى قيام صراع جديد بين عدة الأطراف، ولعل ذلك الأمر أدى إلى قيام الصين المطالبة الانفصال عن الاتحاد السوفيتي.
نزاع 1929 ميلادي
في عام 1929 ميلادي بدأ صراعاً بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والأمير الصيني تشانغ تشوليانغ، وكان سبب الصراع؛ خط السكك الحديدية الشرقية الصينية، كان الصراع عبارة عن مجموعة من الصراعات والتي شارك فيها جزء كبير من الجيش الأحمر السوفيتي، وتمكن الجيش الأحمر من ضم أعداد كبيرة ليصبح من أقوى وأكبر الجيوش المشاركة في الحرب.
في عام 1929 ميلادي، سيطر جيش شمال شرق الصين على السكك الحديدية الشرقية الصينية؛ وذلك من أجل استعادة السيطرة الكاملة على السكك الحديدية التي كان الاتحاد السوفيتي يسيطر على نصفها، لم يسكت السوفيت على التصرف الصيني وقام بالرد عليهم وأدخل قواته العسكرية للمشاركة في الصراع ضد القوات الصينية والعمل على إجبارهم التراجع عن قرارهم وإرجاع مشاركة السوفيت في السكك الحديدية.
كان عام 1929 ميلادي بداية الصراعات بين الجيش السوفيتي والجيش الصيني، وقد تم إلحاق خسائر فادحة لدى السوفيت، حيث كانت الصين تملك الرشاشات وقامت بوضع الحصون؛ ضد القوات السوفيتية، بدأ بعد ذلك السوفيت بالتنقل عبر أساطيلهم البحرية والتنقل عبر البحار الصينية، وكان السوفيتي يؤكدون عدم عدائهم وليس لديهم النية في قتل المواطنين الصينيين، وبالفعل عند بداية الصراع لم يستولي السوفيت على المعدات العسكرية الخاصة بالصين.
قرر السوفيت بعد ذلك دخول الحرب على مرحلتين وقاموا بجعل قسم يقاتل والقسم الأخر يقوم بنهب المنازل، وعندما قامت الصين بإرسال قواتها العسكرية كانت القوات السوفيتية منشغلة في عملية النهب، الأمر الذي ساعد الجيش الصيني على الهجوم عليهم وإلحاق خسائر كبيرة بهم، على الرغم من ذلك تم إلحاق الهزيمة بالجيش الصيني وعمل على إرباك قواته العسكرية؛ ممّا دفع الصين إلى إعادة تنظيم قواتها العسكرية وعودة الصراع من جديد بين الجيش السوفيتي والجيش الصيني.
عند اشتداد الصراع بين الطرفين، قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا بالتدخل في الصراع وقامت بالوقوف إلى جانب الاتحاد السوفيتي وشجعته على موقفه ضد الصين، وفي ذلك الصراع الكبير وتعرض الصين للهزيمة والضعف، تشجعت اليابان على القيام بعملية غزو الصين ووضعها تحت سيطرتها، وقاموا باستخدام نفس الاستراتيجية التي استخدمها السوفيت.