يعتبر استخدام البحث العلمي ضرورة من الضروريات اللازمة لتطوير الإطار المعرفي للمهنة من ناحية وممارستها من ناحية أخرى، وبالرغم من الجهود التي تبذل لاستخدام البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية، إلا أن هناك بعض المظاهر التي توضح واقع هذا الاستخدام خاصة في جوانبه السلبية، والتي يمكن أن تكون أساساً للدراسة والبحث وتحديد آليات خاصة بتحقيق جودته كمنطلق لتحقيق تعليم وممارسة البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية.
أهم مظاهر واقع استخدام البحث العلمي في دراسات وممارسات الخدمة الاجتماعية:
- عدم تمييز نظرية للممارسة في الخدمة الاجتماعية، مما يمثل تحدياً أمام المهنة في تحديد النظرية الملائمة للتدخل المهني مع الوحدات التي يتعامل معها الأخصائي الاجتماعي، سواء كان على مستوى الوحدات الصغرى أو الوحدات الكبرى، وتحديد إمكانية ارتباط استخدام النظرية بطريقة ما من طرق المهنة أو يكون الاعتماد على تطبيقات النظرية في الخدمة الاجتماعية بوجه عام.
- قيام بعض الدارسين في الخدمة الاجتماعية بإجراء بحوثهم دون تحديد النظرية الموجهة لتلك البحوث، أو وضعها في البحث دون توظيفها في التوصل لمشكلة البحث، أو ربط النتائج بما يتضمنه تلك النظرية سواء من حيث اتفاقها أو اختلافها.
- وجود تباعد بين النظرية وإمكانية بنائها وبين أساليب ممارسة الخدمة الاجتماعية، وقد يرجع ذلك إلى عدم وجود ما يسمى بالنظام التعليمي المستمر في الخدمة الاجتماعية، حتى يمكن نمو البناء المعرفي النظري للمهنة، كما أن ممارسي الخدمة الاجتماعية بعيدين كل البعد عن متابعة هذا النمو المعرفي، للتعرف على أحدث ما وصلت إليه المهنة من معارف علمية ونظريات تؤثر بدورها على الممارسة المهنية.
- هناك مشكلات تواجه الباحثين عند إجراء خطوات التدخل المهني، مما يترتب عليه عدم توافر بعض الأسس العلمية والمنهجية في بحوث التدخل المهني، إلى جانب عدم وجود سياسية بحثية لبعض الأقسام بكليات الخدمة الاجتماعية، بالإضافة إلى إسهامات البحوث التي تجري في بعض طرق الخدمة الاجتماعية في تطوير الممارسة الميدانية محدود.
- إن إسهامات بحوث الخدمة الاجتماعية في تنمية الممارسة المهنية في بعض مجالاتها محدود، نتيجة عدم الاهتمام بتدريب الباحثين على نتائج البحوث العلمية الحديثة، بالإضافة إلى عدم قدرة الباحثين من الوصول إلى البحوث التي يتم إجراؤها من باحثين آخرين والاستفادة منها، إلى جانب عدم الاهتمام بالتدريب المستمر للأخصائيين الاجتماعيين أثناء ممارسة عملهم.