وسائل التفاعل بين الفرد وبين وسطه الثقافي

اقرأ في هذا المقال


وسائل التفاعل بين الفرد وبين وسطه الثقافي:

يمكن أن نميز بين ثلاث طرائق في بحث التفاعل بين الشخص وبين وسطه الثقافي:
الوسيلة الأولى: هي وسيلة “الاشكال الثقافية“، التي تقوم على تحديد الأشكال المشهورة في الثقافات، والتي تطور نمو بعض تصاميم الشخصية.
الوسيلة الثانية: هي وسيلة “الشخصية النموذجية” التي تعمل على تأكيد ردود فعل الشخص نحو المحيط الثقافي الذي نشأ فيه، وكما تعد وسيلة أثنولوجية في أساسها، لأن اللجوء فيها بشكل دائم هو الأنظمة الاجتماعية، والأنماط الثقافية، التي تشكل الأطر التي ينمو بداخلها بنيان الشخصية السائد لدى الجماعة.
فهي تمحور اهتمامها على الشخص، معتمدة على تطبيق التحليل النفسي وعلى الدراسة المقارنة لمشكلات أوسع، تتمثل في مشكلات التلاؤم الاجتماعي. ‏
الوسيلة الثالثة: هي “وسيلة الإسقاط” التي تستعمل وسائل الإسقاط المتنوعة والمتعددة، في التحليل، ولا سيما مجموعة العالم رورشياخ من بقع الحبر، وذلك لتحديد نطاق بنيان الشخصية في مجتمع معين. وفي هذه الطريقة يتمثل كل من الفرد والثقافة.
ولا شك في أن استعمال اختبار محدد للجميع ترجع اليه النتائج كلها، يزود بأداة منهجية لمعرفة بيان شخصية الأشخاص جماعة ما، في مجال تثقيفهم على النظم الاجتماعية والقيم في ثقافتهم.
هكذا يمكن التكلم: أن الثقافة تضيف على حياة الشخص قيمة ومعنى، وتكسب وجوده غرضاً له أهميته. وهي بالتالي تمد الأفراد بالقيم والآمال والأهداف التي توحد مشاعرهم وأساليب حياتهم.
غير أن تصمييم الثقافة تنمو إمكاناته وتتحرر قواه، ويكتسب قدراته المتعددة، ويصبح بالتالي قادراً على الاختيار الصحيح والتمييز الواعي، فالثقافة هي طرق حياة الناس، مع الأخذ في الحسبان الفروق الفردية بين الأشخاص، من حيث تأثرهم بالثقافة أو تأثيرهم فيها.
‏ لقد تحدث الباحثون لزمن طويل فيما اذا كان الباحث في الأنثروبولوجيا، لديه القدرة على البحث في الشخصية في المجتمعات الأولية، دون أن يخضع الشخص ذاته للتحليل النفسي.
ولم يحدث حديث طويل عما اذا كان يجب على عالم التحليل النفسي الذي لديه اهمتام بالدراسة التي تتقارن بالثقافات الأخرى، أن يأخذ بعض المعلومات المستمدة من خبرة مباشرة بالمجتمعات التي تختلف عن مجتمعه اختلافاً تاماً، في الجزاء والأهداف وأنظمة الحوافز والضبط الاجتماعي.
غير أن مجرد التحدث بأن تركيبات الشخصية الأساسية تتنوع بتنوع المجتمعات، لا ينجز تقدماً بشكل كبير من مفهوم النمط الثقافي السيكولوجي.
ولا يأخذ هذا القرار أهمية علمية إلا إذا استطعنا تقصي طريق تكون الشخصية الأساسية، وإرجاعها إلى أسباب يمكن التعرف إليها، وإذا أمكننا أيضاً التوصل إلى تعميمات مهمة بشأن العلاقة بين التركيب الأساسي للشخصية، وبين الإمكانات الفردية الخاصة في مجالات التكيف.

شارك المقالة: