ولاية العهد - وفاة الرشيد

اقرأ في هذا المقال


ولاية العهد – وفاة الرشيد:

اختار الرشيد في عام (175‏ هجري)/(791 ميلادي)، ابنه محمد الأمين ولياً للعهد مع أنه لم يكن قد تجاوز الخامسة من عمره وفضله على أخيه الأكبر عبد الله المأمون بتأثير من زوجته زبيدة، وأخواله بني هاشم والفضل بن يحيى، إلا أن بعض بني هاشم أنكروا بيعته نظراً لصغر سنه.

وفي عام (183 هجري/(799 ميلادي)، بايع الرشيد لابنه عبد الله المأمون بولاية العهد بعد
الأمين، وولاّه خراسان وما يتصل بها من همذان إلى آخر المشرق، وكان ذلك بتأثير جعفر بن يحيى. وفي عام (186 هجري)/(‎802‏ ميلادي)، بايع الرشيد لابنه القاسم بعد المأمون ولقبه
المؤتمن وولاّه الجزيرة والثغور والعواصم وكان ذلك بِتأثير عبد الملك بن صالح مربي القاسم.

وهكذا وقع الرشيد في خطأ أسلافه، بفعل خشيته على الحكم من بعده. وبدا هذا التعيين لأولياء العهد وتجزئة الدولة بينهم؛ وكأنه خطر يهدد الدولة بالحرب الأهلية. وفعلا أَدّى التنافس بين الأخوين الكبيرين المأمون والأمين، في حياة الرشيد، إلى تخوف الخليفة على مستقبل الدولة بعد وفاته. لذلك عقد عدة جلسات متتالية لبحث هذا الموضوع مع وزرائه ومساعديه؛ وأقرَّ الرأي على أخذ العهود على الأميرين في الكعبة بالوفاء بما في تسمية العهد الخاصة بكل منهما.

وحجَ الرشيد في عام (186 هجري)/(‎802‏ ميلادي)، ورافق معه ابّنيه لتطبيق ما اتفق
عليه. فأخذ العهد عليهما بألا يتدخلا في شؤون بعضهما البعض. وفي شؤون أخيهما المؤتمن. وعلّقَ نسخة من العهد في فناء الكعبة ليزيد في قُدسيته وليؤكد تنفيذه.

خرج الرشيد من بغداد في عام (‎193‏ هجري)/(808 ميلادي)، قاصداً خراسان لوضع حد
لثورة رافع بن الليث. واستخلف ابنه محمد الأمين على بغداد، واصطحب معه ابنه عبد الله المأمون. وكان الرشيد يشكو من علة في بطنه ويرتدي حزاماً من حرير لتسكين الألم. ولما وصل إلى طوس في شهر صفر، اشتدت عليه العلة حتى عجز عن القيام. وتوفي ليلة السبت لثلاث خلون من شهر جمادى الآخرة (‎193‏ هجري) شهر آذار عام (809 ميلادي).

المصدر: ❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث


شارك المقالة: