ولاية العهد ووفاة معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


بداية تفكير معاوية بن أبي سفيان بالبيعة لابنه يزيد:

كان صاحب فكرة البيعة ليزيد هو المغيرة بن شعبة وذلك حسب قول الباحثين، وقد عرض على معاوية بأن تُعطى الخلافة ليزيد من بعده، وقد تكفَّل الدعوة ليزيد بن معاوية وأن يهيء أهل الكوفة لهذا الخبر.

الخطوات التي اتبعها معاوية بن أبي سفيان لبيعة يزيد:

المشاورات:

بعد أن عُرف يزيد عند قيادته للجيش عند حصار القسطنطينية، أصبح معاوية بعدها يجهز للبيعة، وكان طبيعياً أن يقوم باستشارة زياد بن أبيه بعد ما أصبح بمثابة الأخ لمعاوية، وكان يُنادى بزياد بن أبي سفيان، وجعله والياً على العراق.

الحملات الإعلامية:

من التهيات الإعلامية الناجحة التي قام بها معاوية بن أبي سفيان لابنه أن جعله قائداً على الجيش الذاهب للغزو القسطنطينية، وبعد أن عاد يزيد من الغزو قام معاوية بجعله والياً على الحج، ولكن كان لديه خوف من رفض الناس ونفورهم، ولذلك كان بقوم بالتجهيز لذلك، وكان يستشير الولاة ورجال الدولة، ويطلب العون منهم لتهيئة أجواء البيعة ليزيد.

قبول أهل الشام لبيعة يزيد بن معاوية:

أحسَّ معاوية برغبة أهل الشام لبقاء الخلافة فيها، فقد كان خيارهم في ولاية العهد ليزيد الذي وجدوا فيه ضالتهم، وكان أمر توريث الخلافة طبيعياً لدى أهل الشام، على عكس ما كان عند اهل الحجاز، وبعد عودة يزيد من غزو القسطنطينية أعطى أهل الشام موافقتهم على بيعة يزيد.

بيعة الوفود:

قام معاوية بن أبي سفيان بعقد اجتماع واسع في دمشق، وذلك بعد أن جاءت الوفود من جميع الأقاليم، وكانت هذه الوفود تضم رجالاً من جميع القبائل العربية، وكانت لبيعة يزيد الطريقة الأمثل لحقن الدماء الحفاظ على وحدة الأمة وذلك على حسب قول أحد الزعماء الحاضرين.

طلب البيعة من أهل المدينة:

أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة طالباً البيعة ليزيد، وكان مروان بن الحكم حينها والياً على المدينة، فطلب من الناس القبول والطاعة؛ وذلك حتى لا تحصل الفتن.

أسباب ترشيح معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد:

الحفاظ على وحدة الأمة:

كانت نظرة معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد أنه الشخص المؤهل للخلافة، وسوف يقبله أهل الشام ويؤيدونه، وأن أهل الشام هم العامل الأقوى لاستقرار الدولة، والسبب الأهم الذي عرضه معاوية بأنه خاف على الناس من الاختلاف بعد موته، والخوف من أي قتال سيحصل. ولكن اختيار يزيد بن معاوية لم يحقن الدماء، بل حصل المحظر بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك بسبب شخصية يزيد بن معاوية التي لم يتقبلها الكثير، والسبب الأهم للفتنة هو اتباع الوراثة في الخلافة بدلاً من الشورى.

قوة العصبية القبلية:

عندما تولَّى معاوية الخلافة كان ذلك بتأييد من أهل الشام؛ لأنهم كانوا أشد الناس حباً وطاعةً للخلافة الأموية، وإن عصبية أهل الشام سبباً مهماً لتولي يزيد بن معاوية الخلافة من بعد أبيه.

محبة معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد:

كان عند يزيد صفات كثير تجعل معاوية بن أبي سفيان يفكر به كخليفة، كشجاعته وفصاحته وقوته وحزمه وفطنته، وكان كلك تلك الأسباب دافعاً قوياً لجعله خليفة، وبالرغم من وجود من هم أفضل منه من الصحابة، ألا ربما أنه رأى في ابنه شيئاً وقدرةً على اخلافة ليست عند غيره، وذلك بسبب عيشته المستمرة مع أبيه ومناصرة أهل الشام له وولائهم الشديد.

وفاة معاوية بن أبي سفيان:

توفي معاوية بن أبي سفيان في عام 60هـ، عن عمر يناهز ثمان وسبعين سنة، وكان حينها في دمشق، ولم يكن ابنه يزيد موجوداً عند وفاته، ومدة خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوماً، وكان يوجد نقش لخاتمه مكتوب عليه لكل عمل ثواب، وأيضا قيل لا قوة إلا بالله.

ما قاله ابن عباس في موت معاوية بن أبي سفيان:

قال عامر بن مسعود الجهني: مرَّ بنا نعي معاوية بن أبي سفيان ونحن في المسجد، فأتينا ابن عباس، فوجدناه جالساً وقد وضع خوانه، وعنده نفر، ولم يوضع الطعام، فقلنا يابن عباس: أما علمت بهذا الخبر؟ فقال: وما هو؟ قلنا: هلك معوية بن أبي سفيان، فقال: ارفع خوانك يا غلام، وسكت ساعة هاجماً، ثم قال: جبل تزعزع ثم زال بجمعه في البحر.


شارك المقالة: