إن أي اتجاه يستمر خلال فترة من الزمن لا يمكن أن يتحول إلى قانون حتى لو استمر لفترة أطول مما كان متوقع وذلك لأنه من خلال ما يتم تعلمه من المجتمع الآن ومن خلال النظر إلى مثل هذا الاتجاه على أنه مجرد عملية تاريخية ولهذا فإنه معدل الطلاق في عدد كبير من البلدان يستمر في الارتفاع منذ الحرب الأهلية ولكن هذا الارتفاع لا يمكن النظر إليه على أنه حدث تاريخي فريد.
تحليلات السببية للتغير الاجتماعي:
إن التأثيرات السلبية أدت إلى خلق نوع من الاتجاهات، حيث انه كثير من هذه الاتجاهات هي أحداث فريدة ولهذا يصبح من الصعب أن يتم تطوير افتراضات عامة يمكن أن تصلح لتفسير أي من هذه الاتجاهات بشكل دقيق ولكن ربما يظهر اتجاه فكري يمكن أن يحوي ويشير إلى مجموعة من العوامل التي لها الدور أساسي في كل من الاتجاهات.
الشيء الذي يتم تأكيده أنه لا يستطيع أن يقدم تفسير من الممكن أن يستوعب كل هذه الاتجاهات في وقت واحد ومعنى هذا من الممكن أن يتم العثور على أساس يقوم على سبب يفسر ارتفاع معدلات الضرائب لكن لا يمكن أن يستطيع بنفس الدرجة أن يقدم تفسيرات عن دور النساء في قوة العمل.
ومحاولة كارل ماركس في تفسير الاتجاه الذي يتعلق بتفكر العائلة في ظل نظام المصنع الحديث الذي يبدأ ينمو في عهده في السنين المبكرة في القرن التاسع عشر، وقد رجع كارل ماركس في تفسيره إلى مجموعة من المعلومات التي توفرت لديه من تقارير ميدانية على نطاق واسع تم تزويد بها عن طريق بيانات الحكومة البريطانية وذلك عن طريق الموظفين أو المفتشين وقد أثبتت كارل ماركس انه كلما خفض الأجور كل ما كان على كل فرد في الأسرة أن يعمل لكي يعيش مثل هذه التغيرات كانت واضحة جدا، فإن إهمال الأطفال وعدم وجود الوقت الذي يمكن أن تقضي العائلة في نشاطات أسرية وفشل النساء في صنع الملابس أو الطبخ وهي المهارات المنزلية وفقدان التكامل العائلي وتزايد مشاركة النساء المتزوجات في قوة العمل كل هذا كان دليل على التفكك الظاهري للأسرة في مطلع العهد الصناعي.
هناك الكثير من العلماء حاولوا البحث عن تحليلات سببية من أجل تفسير الأحداث الجارية إلا أن مثل هذه التفسيرات التي تنجم عن هذا التحليل لمثل هذه الأحداث، لم يكن يهدف إلى التوصل إلى تقييمات لها أو إلى محاولة التواصل إلى افتراضات علمية يمكن اختبارها بل أنها كانت تهدف إلى أكثر من أي شيء آخر إلى محاولة استخدام القوانين الاجتماعية أو تعميمات ذلك من أجل محاولة فهم أحداث تاريخية محددة مثل معاناة النساء والإصلاح أو تصنيع.
التفسيرات الموضوعية في التغير الاجتماعي:
ومن خلال التفسيرات الموضوعية يمكن أن يتم إطلاق بعض التعليمات التي توصل إليها لتفسير الوضع الفريد للتصنيع ومنها ما يلي:
1- من الضروري لتغيير المجتمع الإقطاعي الذي يعيش في سلام إلى مجتمع صناعي أن يقوم بكسب وتأييد وتعاون الطبقة الأرستقراطية الطبقة التي تمتلك بين يديها مقومات الاستقلالية الذاتية والقوة الحربية.
2- من السهل حدوث التغير إذا تم ترويض الطبقة الأرستقراطية وإذا تم إقناعها بأنها تضحية من أجل الخير العام.
3- من الممكن أن تتعاون جميع الشرائح الاجتماعية أكثر وأكثر إذا تم اعطاها فرصة مهمة في النظام الجديد ودفع لها أكثر وذلك كما حدث بالنسبة للأفراد في المجتمعات الصناعية الكبرى من أجل إقناعهم بالتخلي عن بعض امتيازاتهم القديمة.
4- إن الأمم التي قامت ببناء حياتها على العمل الشاق والتي تبنته بشكل متواصل من أجل التوصل إلى أمم أكثر قوة وصناعة والتي قد قررت ذلك بشكل جماعي أن تستمر كل الجهود بصورة مكثفة من أجل الوصول إلى النمو التكنولوجي يمكن أن تصل إلى مرحلة التصنيع بسهولة إذا ما تم مقارنتها بأمة تتمتع بالجهل ولا تعرف قيمة الوقت.
5- إذا حدث أن أمم افتقدت المصادر الأساسية مثل الذهب والفضة من أجل التجارة فإنها من أجل أن تصل إلى مرحلة التصنيع الكامل فيجب عليها أن تعتمد من أجل الوصول إلى رأس المال المستثمر على الاقتصاد القائم بالفعل.
إن هذه الأقوال التي اتخذت صفة التعليمات الواسعة النطاق لم يقصد بها أن تكون شرح كامل لتصنيع الذي يحدث في المجتمعات الصناعية، وإنما قصدها تطور عملية البحث عن أنماط واسعة والتزامات اجتماعية لها معنى يمكن أن تصلح لتفسير أحداث اجتماعية لها تأثيرات بعيدة عميقة ويمكن أن تصلح لتطبيق على مجتمعات عديدة.