إن مفهوم التطور يعمل على الإشارة إلى التحول المنظم من الأشكال البسيطة البدائية إلى الأشكال الأكثر تعقيداً، ومفهوم التطور يستخدم من أجل وصف الحالات والتحولات في حجم البناء ويشير إلى العملية التي تطور بها الكائنات الحية من الشكل البسيط والبدائي إلى الصور الأكثر تعقيداً.
الفرق بين التطور الاجتماعي والتغيير الاجتماعي:
تأثرت العلوم الاجتماعية في استخدام هذا المفهوم في التطور بالعلوم الطبيعية وبشكل خاص علم الأحياء، حيث تأثرت نظرية داروين عن تطور الكائنات الحية وذلك من خلال استخدام هذا المفهوم في وصف التحولات التي تحدث في المجتمعات وعكس وتأثيرها على المجتمع.
قام داروين بتشبيه المجتمع بالكائن الحي في عملية التطور والنمو، وهي تتشابه مع المرحلة العضوية التي امتدت في تشبيهه في تطور في الحياة الاجتماعية مع تطور في المستوى البيولوجي للكائنات الحية في الحياة الاجتماعية التي تتطور من الشكل البسيط إلى شكل معقد أو المركب كما تطور الكائنات الحية والحياة الاجتماعية أيضاً تخضع في تطورها لما بدأ الصراع والبقاء للأقوى كما هو الحال في الحياة الطبيعية للحيوانات.
وبين مفهوم التطور الاجتماعي هو عملية النمو البطيء التي تندرج او تتدرج إلى تحولات منتظمة وبشكل متلاحق والتي تمر بمراحل متعددة مرتبطة كل مرحلة في المرحلة السابقة.
كما أن علم الاجتماع بدأ بتوضيح مفهوم التطور الاجتماعي بأنه العملية التي يتم من خلالها تحقيق المجتمعات الإنسانية التي هي في نمو مستمر من خلال المرور بمراحل متلاحقة ومترابطة وهو بذلك يحمل مفهوم التقدم التدريجي دون طفرة.
آراء العلماء عن التطور الاجتماعي:
قام العالم هربرت سبنسر باستخدام مصطلح التطور الاجتماعي التي يشير إلى تطور المجتمع والذي يأتي على اختلاف تطور الكائن العضوي، حيث بين في كتابه أصول علم الاجتماع المماثلة بين تطور المجتمع وتطور الكائن العضوي حيث عرف تطور بأنه هو انحدار في سلالة معدلة على نحو معين.
أما المفكر الأنثروبولوجي تايلور الذي قام باستخدام مصطلح تطور في كتابه الثقافة البدائية بشكل غير دقيق، حيث قال أنه من الممكن أن نجد الجزء الذي يسود في الجانب الأكبر من الحضارة الذي يمكن إرجاعه إلى حد بعيد إلى التأثير المتميز للأسباب التغيير.
قام العالم واليم اوجبيرن بعدد من المحاولات المختلفة من أجل الكشف عن قوانين الوراثة والتنوع والانتخاب الاجتماعية، وهذه الدراسات لم تقدم أو تسفر عن القليل من النتائج الحيوية والهامة.
المفكر جوردن تشاد ما يميز بين التطور الاجتماعي و التطور البيولوجي يكون من خلال الإرشاد الاجتماعي للإنسان وأنه لا ينتقل عن طريق الخلايا الموروثة التي نشأ منها الإنسان بل عن طريق التراث الاجتماعي الذي لا يبدأ إلا بعد الخروج من رحم الأم.
كما أن التغيرات التي تحدث في الثقافة والتراث من الممكن أن تكون بدأت بشكل عمد، كما يمكن التحكم فيها من خلال السرعة سواء كانت السرعة بطيئة أو سريعة بواسطة الإرادة الواعية والمدروسة أو من خلال واضعيها ومنفذيها وهم البشر وليس الاختراع يكون بطريقة عرضية أو من خلال البلازمة الموروثة ولكن عبارة عن مركب جديد ناتج من الخبرة التي تراكمت والتي وصلت إلى المخترع عن طريق التراث.