يرى المهتمون بدراسة ثقافة الفقر الحضري الوقوف على علاج أسباب الفقر الحضري والأشكال السلوكية للفقراء عن طريق دراسة حياة الجماعة الإنسانية الفقيرة التي تعيش في المناطق الحضرية المتخلفة والمعروفة في الفئات المتدنية أو الدنيا.
مفهوم ثقافة الفقر الحضري:
ثقافة الفقر الحضري: وتعني طريقة الحياة التي توارثها الفقراء من جيل إلى جيل سابق من خلال أساليب التنشئة الاجتماعية، ويشترك الفقراء الحضريين بمجموعة من القيم والمعتقدات وتتميز طريقة حياتهم عن الثقافة الكلية التي تسود في المجتمع الأكبر أو المجمع الحضري.
مفهوم آخر لثقافة الفقر الحضري: وهي تكيف استاتيكي للحرمان ورد فعل وضع الفقراء في التدرج الطبقي وامتداد الظلم من خلال البنية الاجتماعية.
حيث تتبع العالم (لويس) في تصوره مجموعة من الدراسات الواقعية لمجموعة من المناطق الحضرية خلال مدة مختلفة للأكواخ في المكسيك، ومن أهمها دراسة ثقافة الأكواخ دراسة حالة عن ثقافة الفقر الحضري بالمكسيك، وقد حدد في إطار هذا تصور فكرة ثقافة الفقر الحضري ذات مجال واسع من أجل خلق نظرية عامة صالحة لكل المجتمعات حيث يرى العلماء المهتمين في هذا المجال أنَّ الفقر الحضري أو ثقافة الفقر الحضري يخلق ثقافة خاصة به متميزة وذات خصائص مشتركة بين الفقراء، ويساعد على ذلك نهوض العملية التنموية في هذا المجال.
و تُعد الأنثروبولوجيا في مجال الفقر الحضري أحد الموضوعات التي تساهم فيها من خلال الجهود العلمية الظاهرة هي تحمل سمات ثقافية واجتماعية واقتصادية، تعمل على عرقلة مشاريع التنمية التي تقدمها والهدف من ذلك فهم المشاكل من الثقافة هؤلاء الفقراء ومعالجة المشكلات ومظاهر التخلف الحضري ولا يتم ذلك إلا بالكشف عن قيم وعادات المجتمع فيها من أجل تغيير نمط الحياة وطريقتها ورفع مستواهم المعيشي.
كما تُعد ثقافة الفقر الحضري ثقافة فرعية خاصة مستقلة عن النسق الثقافي الكلي للمجتمع و تتميز بأنَّ لها سمات سلوكية تختلف عن سلوك الأفراد داخل النسق الاجتماعي ما دامت هذه الثقافة تخلق نفسها بنفسها من جيل إلى آخر.
يرى العالم (لويس) أنَّ ثقافة الفقر الحضري ليست مجرد التكييف مع مجموعة من الظروف الموضوعية في المجتمع أوسع، والانتقال من جيل إلى جيل بسبب تأثيرها في الأطفال ومع مرور مرور الوقت يصبح أطفال الأكواخ البالغين من العمر السادسة والسابعة على استيعاب القيم والمواقف الأساسية والثقافة الفرعية.
