يلاحظ أن التغير الاجتماعي يميل فيه الأفراد والجماعات والمؤسسات والمجتمعات بشكل كامل إلى البحث عن التغير، والسعي وراء تحقيقه وفي نفس الوقت إلى تفادي عملية التغير الاجتماعي.
ردود الفعل للتغير الاجتماعي:
إن الكائنات البشرية جميعها لديها الرغبة والميل في التغيير ورفضه، حيث توجد في كل مجتمع قوى تبحث عن دفع عملية التغير الاجتماعي، بينما هناك أيضاً أولئك الذين يحاولون الاحتفاظ بالأوضاع كما هي، فالتغير يكون دائماً موضع استجابة ومعارضة.
ومع متابعة عملية التغير على المدى الطويل، يتم إيجاد أن القوة التي تشجع التغيير وتدفعه هي التي تتفوق على هؤلاء اللذين يناضلون من أجل الاحتفاظ بما هو قائم، ويتضمن التغير الاجتماعي غالباً إعادة تنظيم السلوك، وبعض التغيرات في القيم الاجتماعية سواء كانت ظاهرة أو ضمنية.
كما يمكن تحقيق بعض التغيرات الاجتماعية دون إفساد مواقف حياة بعض الأفراد أو الجماعات، حيث أن هناك حتمية محتملة وهي أن أي تغير كبير أو أساسي يكون سلاح ذو حدين للذين يتعرضون له، في الحالات التي يكون فيها الوضع الراهن، إنه موقف التغير التدريجي المقبول عند أغلب الناس.
حيث أن التفاعل الديناميكي في الأنساق الاجتماعية قوي جداً لدرجة أن أي توازن يجب أن يمثل على الأقل تكييف جزئي للاحتياجات المختلفة، ومطالب أولئك الذين يتضمنهم هذا التوازن، في مثل هذه الظروف يجب أن يكون التغير مرغوب به ومطلوب عند هؤلاء المتأثرين به لكي يكون مقبول.
وفي البداية يمكن القول أن البناء المجتمعي هو الذي يفرض قبول التغيير أو رفضه إلى حد كبير، عندما يكون المجتمع متكامل لدرجة أن كل عنصر في متداخل في نسيج المجتمع في نظام متماسك يعتمد كل جزء فيه على الأجزاء الأخرى، فإن التغير في مثل هذه الحالة يكون صعب ومكلف.
ومثل هذه الأنظمة الثابتة أو المتوارثة المتكاملة تقاوم التغيير بشكل كبير وشديد، ولكن عندما تقل درجة تكامل الثقافة لدرجة أن العمل واللعب والأسرة والدين وغيرها من الأنشطة تكون أقل اعتماد بعضها على البعض الآخر، فإن التغير يكون أسهل وأكثر حدوث في كل هذه المجتمعات.
التغير الاجتماعي في المجتمعات:
في المجتمع المتماسك يكون البناء يتضح فيه أدوار الفرد واجباته و امتيازاته و تكون محددة بشكل دقيق يكون أقل تعرض للتغير منه في مجتمع أكثر تفكك في البناء حيث أن الأدوار الاجتماعية مصادر السلطة والامتيازات والواجبات تخضع لتقدير الفرد ذاته، بناء المجتمع الأوروبي مثلا اكثر ميل ونزوع إلى التغير الاجتماعي ففي هذه المجتمعات تنتشر الفردية السائدة وتراجع التميز الاجتماعي الصارم والتأكيد الكبير على المكانة المكتسبة كلها تتجه نحو التغير الاجتماعي السريع.
يبدو أن التغير يعتبر مسألة عادية في العالم، حيث يفخر الناس بأنهم متقدمين وحديثين وذلك على خلاف سكان بعض المناطق في العالم أو المجتمعات، حيث أنه ليس لديهم أي مفهوم أو فكرة عن التغير وحتى ليس لديهم أي كلمات في لغتهم وتعبر أو تصف التغير الاجتماعي.
من خلال المواقف المتراكمة يتضح مدى اختلاف المجتمعات في نظرتها للتغير الاجتماعي، ومن الممكن اعتبار أن المجتمعات النامية بما فيها المجتمعات التقليدية المحافظة، فهؤلاء الذين يُجلّون الماضي ويقدسونه ويكرمون ويطيعون الكبار وينشغلون إلى حد بعيد بالتقاليد والطقوس ويتغيرون ببطء شديد وعلى غير رغبتهم، وعندما تكون ثقافة مجتمع ما ثابتة نسبياً لفترة طويلة من الزمن فإن الأفراد يفهمون أنه يجب أن تظل كلها هكذا دون تحديد.
فهم يعتبرون أن العادات والثقافات والفنون لديهم صحيحة وتعتبر دائماً في الاتجاه الصحيح والمحافظة على الوضع الوضع الراهن، ولا يهتم أحد بالتغير بطريقة واعية، ومع ذلك فإن التغير يحدث في مثل هذا المجتمع ولكن في أغلب الأحوال يكون بطيء جداً لدرجة أنه لا يمكن ملاحظته في بعض الأحيان.
وكذلك عدد من الصور الثقافية المتعارضة للمواقف الفعلية التي تم استخراجها من خبرات العالم جورج فوستر، على الرغم من أن سرعة توقع التغير تختلف من مجتمع إلى آخر بل وفي داخل نفس المجتمع بين الجماعات الفرعية المختلفة، إلا أنه من الممكن أن نتعرف على العوامل التي تشجع التغير في الكثير من المجالات والمستويات.
وهناك مجموعة من الشروط التي لها دور كبير في قبول أو رفض التغيير الاجتماعي، وكذلك عدد من الصور الثقافية المتعارضة للمواقف الفعلية التي تم استخراجها من خبرات العالم جورج فوستر في المجتمعات في البلدان النامية وذلك لكي يتم توضيح تأثير العوامل المعينة في مواقف التغير الاجتماعي الملموس.