ما هي فورموسا الهولندية؟

فورموسا الهولندية

تعرف جزيرة تايوان قديماً باسم فورموسا وقد كانت تلك الفترة تحت حكم هولندا، وقد بدأ حكم هولندا لها في عام 1624 ميلادي، وكانت تلك الفترة هي عصر الاستكشاف، حيث تمكنت هولندا من تأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية والتي كان مقرها في تايوان؛ وذلك من أجل إتمام عملها مع الصين واليابان، وأيضاً كي تمنع التجارة والنشاطات الاستعمارية في الإمبراطورية البرتغالية والإمبراطورية الإسبانية في شرق آسيا.

تأسيس فورموسا الهولندية

شهدت تايوان نموًا اقتصاديًا في فترة الحكم الهولندي، خلال تلك الفترة عاشت تايوان توسعاً في عملية صيد الغزلان واستثمار والسكر والأرز، وكان ذلك عن طريق استخدام اليد العاملة  التي كان يتم إحضارها من الهان التابعة لإمبراطورية مينغ الصينية، كما حاولت هولندا العمل على تبديل ديانة السكان إلى الديانة المسيحية، والقضاء على الثقافة  والتقاليد المتبعة لدى الشعب مثل صيد الرؤوس وغيرها من الأعمال البدائية.

لم يرحب بوجود الهولنديين بوجود هولندا في تايوان، حيث جرت عدد من التمردات والتي كان يقوم  بها سكانها الأصليين والمقيمين فيها من قبائل وقد تم قمعهم في كل المرات من قِبل الجيش الهولندي، الهان قمعًا من الجيش الهولندي، ومع بداية القرن السابع عشر ميلادي تولت سلالة تشينغ الحكم في تايوان، الأمر الذي دفع شركة الهند الشرقية الهولندية إلى علاقاتها مع سلالة مينغ وشكلت تحالفاً مع  سلالة تشينغ؛ وذلك من أجل استخدام طرق التجارة وطرق النقل البحري.

تم بعد ذلك حصار قلعة زيلانديا والتي قام بها جيش كوسينغيا في عام 1662 ميلادي، الأمر الذي أدى إلى نهاية الاستعمار وانهيار المستعمرة الهولندية وتم طرد الهولنديين وتأسيس مملكة تونغا نينغ التابعة لسلالة مينغ والتي كانت ضد سلالة تشينغ.

مع بداية القرن السابع عشر بدأت الصراعات بين البرتغال وإسبانيا الكاثوليكية والتي كانت ضد إنجلترا وهولندا والتي كانت غالبية سكانها من الديانة البروتستانتية، الأمر الذي أدى إلى قيام الحروب وبشكل كبير في أوروبا وفي مستعمراتها الموجودة في آسيا، سعت هولندا في البداية إلى توسعة تجارتها  مع الصين، إلا أنّ الصين رفضت ذلك، حيث كانت ترتبط بعلاقة تجارية مع البرتغال.

في عام 1604 ميلادي أطلقت هولندا حملتها البحرية والتي كانت قاعدتها في آسيا، وكان للصين شروط كبيرة مقابل موافقتها على التجارة البرية مع هولندا، بالإضافة إلى قيام الصين بنشر قواتها البحرية حول تلك الأساطيل، لكن هولندا رفضت الشروط وعادت بلا تحقيق أي مطلب.

بدأت شركة الهند الشرقية الهولندية بعد ذلك في استخدام القوة من أجل إجبار الصين على افتتاح مرفأ في فوجيان من أجل السيطرة على  التجارة، كما طلبت من الصين العمل على  طرد الجيش البرتغالي والذي كان يخوض الحرب الهولندية البرتغالية، وفي عام 1618 ميلادي هاجمت هولندا سفن الشحن الصينية وسيطروا على البضائع كرهينة؛ وذلك من أجل إجبار الصين على الرضوخ لأوامرهم.

في عام 1622 ميلادي قامت هولندا بهجوم فاشل على محطة التجارة البرتغالية، حيث قام أسطولهم بالإبحار إلى جزر بسكادو رز، وتمكن من تأسيس قاعدة في ماغونغ، قاموا ببناء قلعة وذلك بواسطة الأيدي العاملة من السكان الأصليين والذين كان يتم إجبارهم على العمل، فقد كان يتم استخدام اليد العاملة ويتم إجبارهم، وكان يتم شروط شديدة للعمل، كما كان يتم إعطائهم حصص قليلة من الطعام يقال أن شروط العمل كانت شديدة الصعوبة والحصص الغذائية، وخلال تلك الفترة مجموعة من التجار الهولنديين إلى تايوان وتم غرق مجموعة منهم.

ومن ثم طلبت هولندا من الصين العمل على فتح موانئ في فوجيان؛ وذلك من أجل تنشيط التجارة الهولندية، رفضت الصين فاح الموانئ، الأمر الذي أدى إلى بدء حرب بين الطرفين واستمرت لمدة عامين، لم تكن هولندا تعلم بأنّ الصين دولة قوية وكانت تعتقد بأنّها دولة ضعيفة مثل باقي دول شرق آسيا في ذلك الوقت، ومع بداية القرن التاسع عشر ميلادي شنت هولندا حرباً جديدة على سفن الصين.

قامت الصين بنصب مدفعيات كبيرة، وفي عام 1623 ميلادي عادت هولندا مرةً أخرى وأرسلت سفن لشن حرباً جديدة، تمكنت الصين من هزيمة تايوان وأحرق خمسة من سفنهم، وبدأوا بالاحتفال، عاد الجنود الهولنديين وحاولوا إخافة سكان تايوان، لكنهم لم يتمكنوا، وبعد ذلك النصر عاد العديد الكثير من الشعب التايواني إلى موطنهم واستقروا في موطنهم.