أثر اختراع غوتنبرغ للطباعة على خط النسخ

اقرأ في هذا المقال


هل تأثر خط النسخ بالطباعة التي اخترعها غوتنبرغ؟

لم يستطع غوتنبرغ بالرغم من اختراعه للطباعة أن ينهي جانباً من الكتاب المخطوط على الفور، ومع أن الكتاب المطبوع وبثمنه الرخيص وضمانته وخروجه الواسع للسوق بشكل خاص، فإن نسخ المؤلفات باليد مسألة زائدة عن الحاجة إلا أن الكتاب المخطوط قد استمر بدوره لفترة زمنية طويلة بعد اختراعه للطباعة.

لقد كان النساخ المحترفون والذين كان عددهم كبيراً في كل البلدان الأوروبية، قد وجدوا أنفسهم في وضع صعب بعد اختراع الطباعة، وقد ساء وضعهم بالتدريج، أما بالنسبة لهواة الكتابة باليد ساعد أغنياء هواة جمع الكتب المكتوبة باليد هذه المهنة إلى الاستمرار حتى بعد أن أصبح كل شخص قادراً على شراء الكتب المطبوعة، بل ربما يكون السبب وراؤها هو زيادة الطلب على الكتاب المخطوط باليد، أكثر من الكتب المطبوعة.

لقد ولدت مجلدات رائعة كتبت بخط اليد وزينت من قبل أشهر الرسامين، لقد كانت هذه المجلدات الثمينة، تعبر عن المكانة الاجتماعية والترف لدائرة معينة من الناس. إلا أن النساخ في ذلك الحين أي تعبيراً عن المكانة الاجتماعية والترف لدائرة معينة من الناس في ذلك الحين لم يقتصر في عملهم على هذا الإنتاج الارستقراطي للتباهي الاجتماعي.

إن عدد النساخ غير المحترفين الذين ينسخون لأنفسهم ما يحتاجون إليه قد زاد كثيراً، حيث أن النساخ المحترفين وغير المحترفين قد انتجوا في النصف الثاني للقرن الخامس عشر الميلادي، وقد وجدت كمية من المخطوطات تساوي ما أنتج خلال النصف الأول لذلك القرن، أي حين كان النسخ باليد الوسيلة الوحيدة للإكثار من الكتاب.

هذا ولم يمضي عقدان أو ثلاثة بعد طباعة غوتنبراغ للتوراة حتى بدأ عدد النساخ المحترفين يتناقص بسرعة، ومن الجدير بالذكر أن فرنسا كان لا يزال يعمل بها ستة آلاف ناسخ، وقد انخفض إلى النصف بعد عشر سنوات، وهكذا فقد بدأت أعداد النساخ يقل وبدأ أهل أوروبا يشكون من قلة عدد النساخ المحترفين.

ما هي أشهر الخطوط التي استعملت في بعد اختراع الطباعة؟

  • خطوط الكتب في اللغة اليونانية، حيثُ كان يقوم الخطاطون بنسخ الكتب اليونانية.
  • كما كانت تنسخ مجموعة من الكتب بخطوط أخرى ومنها كتب نسخت لحاجات الكنيسة القساوسة في كرواتيا الساحلية؛ لأن عدد الكتب المطبوعة كان قليلاً جداً بحيث لا يكفي لتلبية احتياجات القراء.
  • خطوط الكتب في اللغة اللاتينية، فقد كانت تنسخ تلك الكتب التي لم تعد تطبع في العقود الأولى بعد اختراع غوتنبرغ.
  • هذا ولقد أوصى الفيلسوف بيكو ديلا والذي أوصى في سنة 1481 م بأن ينسخ له كتاب بلين الضخم (التاريخ الطبيعي).

وقد حفظ عدد من المخطوطات كثيرة لمؤلفات أرسطو وسيشرون وغيرهم من النصف الثاني للقرن الخامس عشر، وعلى الرغم من هذا فإن عصر الكتاب المخطوط انقضى بشكل نهائي وأصبح عدد الكتب المخطوطة منذ نهاية القرن الخامس عشر يقتصر على ما يطلبه هواة الكتب النفسية لدى النساخ الذين كانوا يتناقصون باستمرار وعلى الكتب التي لم تطبع.

بالرغم من هذا الاختراع إلا أن الخطاطون لم يستغنوا يوماً عن الكتابة باليد التي توصف بدقتها ووضوحها وقواعدها الثابتة والتي وصفت بهندستها الدقيقة.


شارك المقالة: