الفن التشكيلي
الفن التشكيلي هو فن يعبر عن الإبداع والتعبير الفني من خلال التشكيل والترتيب المبتكر للأشكال والألوان. يتنوع هذا الفن بشكل واسع، حيث يشمل فن الرسم، والنحت، والتصوير، والفنون الجرافيكية، والعديد من التقنيات الأخرى.
يقوم الفنانون التشكيليون بابتكار تركيبات فنية فريدة، تنقل مشاعرهم وأفكارهم إلى المشاهد بوساطة الخطوط والألوان والأشكال. يتيح هذا الفن للمبدعين التعبير عن رؤاهم الشخصية وتجاربهم من خلال لغة بصرية، ما يمنح المشاهد إمكانية فهم وتفسير مختلف الأفكار والمشاعر المدرجة في العمل الفني. يعد الفن التشكيلي واحدًا من أهم وسائل التواصل البصري التي تتيح للفرد استكشاف عوالم جديدة وفهم أبعاد متعددة للجمال والفكر الإنساني.
مدارس الفن التشكيلي
المدرسة الواقعية
الواقعية هي حركة نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا ،وأهم ما يميزها تُعنى بتصوير الأشياء والعلاقات والجوهر الداخلي للأشياء، بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقي الواقعي، وليس الجنوح إلى الفانتازيا أو الرومانسية. وتمتد فترة الواقعية ما بين ثورة مارس “1848 “الفاشلة، وبدايات حكم بسمارك.
وقد جاءت المدرسة الواقعيّة رداً على المدرسة الرومانسيّة، أعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع وذلك من خلال رسم أشكال الواقع كما هي، وتسليط الأضواء على الجوانب الهامَّة التي يريد الفنان إيصالها للجمهور وذلك بواسطة أسلوب يسجّل الواقع بدقائقه دون أي غرابة أو نفور.
ركّزت المدرسة الواقعيّة بشكل أساسسي على الاتجاه الموضوعي، فقد جعلت المنطق الموضوعي أكثر أهميَّة من الذات فصوّر الرّسام الحياة اليوميّة بصدق وأمانة، وذلك دون أن يدخل ذاته في الموضوع، بل يتجرّد الرسّام عن الموضوع في نقلة كما ينبغي أن يكون.
المدرسة الوحشية
تعرف المدرسة الوحشية وهي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي، على أنَّها اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته مع مطلع القرن العشرين وعلى الفن التشكيلي بألوان متفجِّرة ولوحات بسيطة، اهتم مرتادو المدرسة الوحشية بالبناء المسطح والضوء المتجانس، من ما جعل سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدامهم للقيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشِّدة اللونية بطبقة واحدة فقط.
ويرجع سبب تسمية هذه المدرسة إلى عام “1906”، حين عرضت مجموعة من الشبان، الذين يؤمنون باتجاه التبسيط في الفن والاعتماد على البديهة في رسم الأشكال، أعمالها الفنية في صالون الفنانين المستقلين، فلمّا شاهد ناقد يدعى لويس فوكسيل تمثالاً للنحَّات دوناتللو بين أعمال هذه الجماعة التي امتازت بألوانها الصارخة، قال لدوناتللو إنَّه وحش من الوحوش، فسميت بعد ذلك بالمدرسة الوحشية.
ومن أبرز خصائص هذه المدرسة: عنف التباينات، والثورة اللونية، وانفجار الألوان، وأسبقية اللون على الرسم وسرعة الإنجاز.
المدرسة التكعيبية
وهي ذلك الاتّجاه الفنّي الذي اتخذ من الأشكال الهندسيّة أساساً لبناء العمل الفني إذ قامت هذه المدرسة على الاعتقاد بنظريّة التبلور التعدينيّة التي تعتبر فيها الهندسة أصولاً للأجسام.
اعتمدت المدرسة التكعيبيَّة الخط الهندسي أساساً لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم والخط المنحني، فكانت الأشكال فيها إمَّا أسطوانيه أو كرويه، كما وظهر المربّع والأشكال الهندسيّة المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع، واختلفت المساحات الهندسيّة في الأشكال تبعاً لاختلاف الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة.
لقد كان الفنان بول سيزان هو المهد الأول للاتجاه التكعيبي، ولكنَّ الدِّعامة الرئيسية هو الفنان (بابلو بيكاسو) لاستمراره في تبنيها وتطويرها منذ مدّة طويلة من الزمن.
وقد كان الهدف الرئيسي من المدرسة التكعيبية ليس التركيز على الأشياء، وإنَّما على أشكالها المستقلَّة التي حُدّدت بواسطة خطوط هندسية صارمة، فقد أعتقد التكعيبيون أنَّهم جعلوا من الأشياء المرئية ومن الواقع شكلاً فنياً، فقد كانت بداية هذه الحركة المرحلة التي بدأ بها الفنان بول سيزان وذلك ما بين عامي” 1907/1909″ وتعتبر المرحلة الأولى من التكعيبيّة والمرحلة الثانية هي “التكعيبية التحليلية”.
المدرسة الرومانسية
وقد ظهرت المدرسة الرومانسية الفنيّة في “أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر”، وفسّرت التطوّر الحضاري في ذلك الوقت، الذي ابتدأ مع تقدُّم العلم وتوسُّع المعرفة.
وتعتمد المدرسة الرومانسية على العاطفة والخيال والإلهام أكثر من المنطق، وتميل الرومانسية إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرَّة، كما واختار الفنان الرومانسي موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن، مثل المناظر الشرقية
وكذلك اشتهرت المناظر الطبيعية المؤثِّرة المليئة بالأحاسيس والعواطف في المدرسة الرومانسية ، السَّبب الذي أدَّى إلى اكتشاف قدرة جديدة لحركات الفرشاة المندمجة في الألوان النابضة بالحياة، وإثارة العواطف القوميّة والوطنية والمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية، حيث يؤمن فنان المدرسة الرومانسية بأنَّ الحقيقة والجمال يكمنان في العقل وليس في العين.
لم تهتم المدرسة الرومانسية الفنيّة بالحياة المألوفة اليومية، بل قامت بالسّعي وراء عوالم بعيدة من الماضي، ووجهت أضواءها على ظلام القرون الوسطى، ونفذت إلى ما وراء أسرار الشرق وكان من أهم وأشهر فناني المدرسة الرومانسية كل من الفنان “يوجيه دي لاكرواه” والفنان “جاريكو” فقد قام الفنان لاكوروا بتصوير العديد من اللوحات الفنية، ومن أشهرها لوحة “الحرية تقود الشعب “.