قصة أغنية سلوا كؤوس الطلا
في إحدى الليالي الصيفية كتب أمير الشعراء الشاعر احمد شوقي هذه القصيدة بعد أن غنَّت الست أم كلثوم في منزله بمناسبة خاصة، كان قد دعا إليها العديد من السياسيين والفنانين العرب والمصريين، وبعد أن انتهت الست أم كلثوم من الغناء قام أحمد شوقي بتقديم كأساً من الخمر لصاحبة الصوت الآسر، كان قد أرسله مع أحد الخدم في تلك الحفلة، وهو الأمر الذي أسعد وأفرح أم كلثوم كثيراً، كيف لا وهو من أبرز الشعراء والشخصيات في ذلك الوقت ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العربي أيضاً.
وكانت في ذلك الوقت الفتاة الصغيرة الفلاحة المحافظة، وعندها رفعت كأس الخمر إلى فمها موهمه من رآها بأنها قد شربت، ثم وضعت الكأس على الطاولة دون أن تشرب، فلاحظ أحمد شوقي ذلك وأعجب بذكائها إعجابا شديداً، وعندها وفي تلك الليلة بالتحديد بل في تلك اللحظة أخرج شاعرنا قلمه وبدأ يكتب ما تملي علية ملكة أفكاره، فكتب قصيدة كانت بعنوان “كؤوس الطلا”، وعندما انتهى من كتابتها ذهب بنفسه إلى بيت الست أم كلثوم وسلّمها النص.
وفي شهر أكتوبر من عام 1932 رحل أمير الشعراء بجسده ولكن ذكراه وإرثه الأدبي بقي مستمراً وباقياً، وبقيت تلك القصيدة لدى أم كلثوم وحافظت عليها لفترة طويلة من الزمن، إلى أن بدأت في التعاون مع الملحن رياض السنباطي، وفي عام 1936 أعطت تلك الأبيات إلى السنباطي، وطلبت منه أن يقوم بتلحينها، ـ فذلك النص يراه أكثر النقاد والمؤرخين الميلاد الحقيقي للعلاقة الحقيقية ما بين أم كلثوم ورياض السنباطي، والتي استمرت 38 عاماًـ، وعند انتهائه من التلحين أعاد تلك القصيدة لها، ولتقدم لنا أجمل الأغاني وأروعها، والتي عشقها الجمهور على مر الزمان قديما وحديثاً.
كلمات أغنية سلوا كؤوس الطلا
كلمات: أحمد شوقي
ألحان: رياض السنباطي
سلوا كؤوس الطلا … هل لامست فاها.
واستخبروا الراح … هل مست ثناياها.
باتت على الروض … تسقيني بصافية.
لا للسلاف … ولا للورد رياها.
ما ضر لو جعلت كأسي مراشفها.
ولو سقتني بصاف من حمياها.
هيفاءُ كالبان … يلتف النسيم بها.
ويلفت الطير … تحت الوشي عطفاها.
حديثها السحر … إلا أنه نغم.
جرت على فم داو فغناها.
حمامة الأيكِ من الشجو طارحها.
ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها.
القت إلى الليل جيدا نافرا ورمت.
إليه اذنا وحارت فيه عيناها.
وعادها الشوق للأحباب فانبعثت.
تبكي وتهتف أحيانا بشكواها.
يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت.
كالحلم آهاً لأيام الهوى آها.
تأثير أغنية “سلوا كؤوس الطلا”
أغنية “سلوا كؤوس الطلا” من أشهر أغاني أم كلثوم، ولها تأثير كبير على المستمعين، ومن أهم تأثيراتها:
- التأثير العاطفي: تُثير الأغنية مشاعر الحب والشوق والحنين في نفوس المستمعين، وذلك من خلال كلماتها التي تُعبّر عن مشاعر الحب والوله.
- التأثير الفني: تُعدّ الأغنية من روائع الموسيقى العربية، ولها تأثير كبير على الموسيقيين والمغنين، وذلك من خلال لحنها العذب وكلماتها الشعرية.
- التأثير الثقافي: تُعتبر الأغنية من رموز الثقافة العربية، ولها تأثير كبير على الثقافة العربية، وذلك من خلال انتشارها الواسع وتأثيرها على الفنون المختلفة.
وفيما يلي بعض الأمثلة على تأثير أغنية “سلوا كؤوس الطلا”:
- في الموسيقى: ألهمت الأغنية العديد من الموسيقيين لإعادة تلحينها أو غنائها، كما تمّ استخدامها في العديد من الأفلام والمسلسلات.
- في الشعر: ألهمت الأغنية العديد من الشعراء لكتابة قصائد مشابهة لها في المعنى واللحن.
- في الغناء: أصبحت الأغنية من أشهر أغاني أم كلثوم، ويُغنيها العديد من الفنانين العرب حتى يومنا هذا.
أمثلة على تأثير أغنية “سلوا كؤوس الطلا” على الفنانين:
- غنّى الفنان “كاظم الساهر” أغنية “سلوا كؤوس الطلا” من جديد.
- استخدم المخرج “يوسف شاهين” أغنية “سلوا كؤوس الطلا” في فيلمه “الأرض”.
- كتب الشاعر “نزار قباني” قصيدة مستوحاة من أغنية “سلوا كؤوس الطلا”.