إن لخط التعليق أصول وقواعد بعيدة عن التعقيد، كما ويمتاز هذا الخط بجماله ودقة حروفه، حيث يعتبر العلماء بأن من لا يُتقن هذا الخط ليس خطاطاً.
ما هي أقسام خط التعليق حسب رأي العلماء؟
يُقسم العُلماء هذا الخط الى ثلاثة أقسام:
1- خط التعليق: حيث إنه يُعرف بهذا الاسم في كل من إيران وأفغانستان، أما في البلاد العربية فيُطلق عليه اسم الخط الفارسي، وهو الخط الذي يجمع بين خطي النسخ والثلث، كما يُعتبر واضع قواعد هذا الخط هو مير علي سلطان التبريزي، والمتوفي سنة 919 هجري، ثُم جاء من زاد في تحسينه كعماد الدين الشيرازي المعروف بالعجمي وسلطان علي المشهدي ومير علي الهروي، ولم يكن بين قاعدتي الخطاطين الأخيرين فرق يُذكر.
كما برع في هذا الخط الخطاط عبد الرحمن الخوارزمي بالإضافة الى الخطاط عبد الرحيم أنيسي، الخطاط عبد الكريم شاه، وقد كان هناك فرق كبير بين قاعدة الخوارزمي وبين قاعدتي الخطاطين الأخيرين، كما ذكر ذلك صاحب كتاب خط وخطاطان. ثم ما زال خطاطو الفرس والترك يدخلون على هذا الخط من التحسينات حتى أصبح كما هو الآن في غاية الجمال والحسن.
2- خط شاكسته: هذا النوع من الخط له قواعد خاصة به، وأول من وضع قواعده الخطاط شفيع، ويقال له شفيعاً بألف الإطلاق، ثُم جاء بعده الخطاط درويش عبد المجيد الطالقان وأكمل قواعده، وهذا النوع في الحقيقة يُعد طلسماً ولغزاً من الألغاز المعقدة، حيثُ لا يعرفه كل شخص، وليس في بلاد العرب من يعرف كتابته ولا قراءته، أما في بلاد فارس فلا يعرفه إلا من تعلمه ومارسه.
3- خط شاكسته آمر: وهو ما كان خليطاً بين خط التعليق وخط شاكسته، وهذا الخط كالطلسم لكنه أخف من الثاني، إلا أن هذا الخط لا يُعرف إلا في بلاد فارس، حيث كان من أشهر من يجيدهما الآن الخطاط داود الحسيني بكابل، وعلى العموم فإن خطاطي الفرس أشد اعتناء بخط التعليق بأنواعه، وأشهر خطاطيهم القدماء : نجم الدين أبو بكر محمد، حيث إنه كان يعرف سبعين نوعاً من أنواع الخط على ما يروى، أما في مصر فقد أجاد فيه الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي، وله فيه كراسات مطبوعة تشهد بنبوغه.
