اقرأ في هذا المقال
ما هي الأفكار والإنجازات المرتبطة بفن التركيب؟
أولاً: حول أبطال فن التركيب التركيز من ما يمثله الفن بصرياً إلى ما ينقله. إذ يركز فناني التركيب بشكل أقل على تقديم كائن مبهج من الناحية الجمالية للمشاهدين حيث يقومون بتضمين ذلك المشاهد في بيئة أو مجموعة من الأنظمة من إبداعهم. كما وإن التغيير والتبديل في الإدراك الذاتي للمشاهد هو النتيجة المرجوة من الفنان. والقطع التي تنتمي إلى هذه الحركة لها صدى مع تجاربنا البشرية، مثلنا فهي موجودة داخل بيئاتها المعيشية ودائماً ما تكون في محادثة (تواصل) معها.
ثانياً: ينشغل الفنانون التركيبيون بجعل الفن مفهوماً وأقل انعزالاً، وذلك عن طريق تثبيت العمل خارج صالات العرض والمتاحف وباستخدام المزيد من المكونات النفعية مثل الأشياء التي تم العثور عليها، والمواد الصناعية واليومية، والمواد الشائعة، وتقنيات السكان. كما ووسعت هذه الحركة نطاق ما يمكن اعتباره عملاً فنياً.
ثالثاً: نظراً لصعوبة جمع الفن التركيبي وبيعه بشكل خاص، فإن هذه الحركة تدفع ضد تسليع الفن، وبالتالي تتحدى الآليات التقليدية المستخدمة لتحديد قيمة الأعمال الفنية.
رابعاً: أثارت محاولات بيع المنشآت تساؤلات حول عملية تفكيك وإعادة تركيب العمل الفني الذي تم تصميمه لموقع معين، وكيف يمكن أو لا يقلل ذلك من المعنى والقيمة الأصليين. وقد أثار أيضاً حواراً داخل المجتمعات الفنية والأرشيفية حول ما إذا كان من الممكن إعادة بناء قطعة مؤقتة وبيعها في شكل أصليها أم لا، أو ما إذا كان يمكن إعادة إنشاء قطعة غير دائمة إلى ما لا نهاية لإدامة وجودها.
التطورات اللاحقة لفن التركيب (التثبيت):
يواصل الفنانون المعاصرون استخدام فن التركيب كوسيلة لإبلاغ تجربة كاملة وموحدة. ومع ظهور التقنيات الثورية والتوسع السريع في صندوق أدوات الفن الرقمي، يمكن القول أن الفنانين بدأوا للتو في فهم إمكانيات فن التثبيت في الآونة الأخيرة، حيث كان فناني التركيب يتجهون نحو العمل الذي يغمر المشاهدين في واقع افتراضي مثل فانتوم دانيال شتيجمان مانجران في عام (2015)، تنقل القطعة المشاهدين إلى غابة مطيرة برازيلية، مكتملة بأوراق حفيف وفرض جذوع الأشجار. وعلى الرغم من أن هذه التقنيات الجديدة لم يتم تبنيها على نطاق واسع من قبل عالم الفن حتى الآن، يعتقد الكثيرون أنها مهيأة للظهور كأحد الاتجاهات الرئيسية في مستقبل الفن المعاصر.