ما هي الأفكار والإنجازات الرئيسية المرتبطة في الوجودية في الفن الحديث؟
أولاً: ظهرت الوجودية لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، في كتابات الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيغارد الذي رد على الطابع المنهجي والعقلاني لفلسفة هيجل وأصر بدلاً من ذلك على تميز التجربة الشخصية. وفي العقود التي تلت ذلك، نمت الوجودية إلى فلسفة ركزت على الأخلاق الفردية وعلى التجربة الأصيلة للذات والحرية والاختيار.
ثانياً: إن تركيز الوجودية على التجربة الفردية جعلها أداة مثالية يمكن من خلالها تفسير الكثير من الفن التجريدي في فترة ما بعد الحرب. حيث تم اثبات أنه من المفيد بشكل خاص مناقشة الفن غير الرسمي (Art Informal)، وهو الفن التجريدي شديد التعبيرية والفردية الذي ازدهر في أوروبا بعد أواخر الأربعينيات. وتعد بعض هذه الأعمال، من قبل رسامين مثل (Dubuffet ،Wols)، إذ تناولت التعايش غير المستقر بين العقل والجسد الذي يعتمد عليه البشر، واهتمام الوجودية بالإدراك الحسي قدم وسيلة للتفاوض على الانقسام الصعب في بعض الأحيان.
ثالثاً: لم تتمتع الوجودية أبدًا بنفس الشعبية بين الفنانين الأمريكيين التي كانت تتمتع بها بين الأوروبيين. لكنها دخلت بالفعل في نقاشات التعبيريين التجريديين، لا سيما من خلال فكرة هارولد روزنبرغ عن “لوحة العمل”، التي فهمت العملية الإبداعية للرسام على أنها فعل تأكيد ذاتي ضروري، وتعبير عن الحرية والأصالة.
رابعاً: ساهمة الوجودية أيضا في المناقشات الفنية التصويرية في فترة ما بعد الحرب، وتشكيل الردود على عمل البرتو جياكوميتي و فرانسيس بيكون على وجه الخصوص. هذا دليل على تعميم الفلسفة، والتي أصبحت تُفهم على نطاق واسع على أنها تعبير فكري عن القلق بشأن مصير البشرية في العصر الذري.
خامساً: تم تشكيل فهم الناقد الفني هارولد روزنبرغ للرسم التعبيري التجريدي بقوة بواسطة الوجودية. حيث لعبت الفلسفة دورًا مهمًا في تأطير فكرة روزنبرغ عن “الرسم بالحركة”. وعندما اقترب رسام مثل (ويليم دي كونينغ) من اللوحة، رأى روزنبرغ أن هذا لقاء شخصي، حيث كشفت عملية الرسم نفسها عن شخصية الفنان، وكل الدراما والعاطفة التي تأتي معها. حيث كانت لوحة الحركة، بالنسبة لروزنبرج، تمرينًا وجوديًا، وشكلًا صريحًا للغاية للتعبير عن الذات.