السينما :
هنالك الكثير من الأشخاص وبالأخص في العالم العربي لا يعرفون ما هي السينما ، بالرَّغم من وجود الكثير من الأكاديميات والمعاهد التي تدرِّس هذا الفن كمنهج أساسي أو فرعي، لكن ما زال هذا المفهوم غامضاً على الصعيد العام، حيث إنّ العديد من الأشخاص يعتبرون أنّ السينما هي فن أدنى من غيره ولا يمكن اعتباره فناً قائماً بذاته؛ وهذا لأنّه يعتمد على غيره من الفنون واقتباسه من المسرح والأدب واعتماده على الرَّقص والموسيقى والعمارة، كما أنّ هذه الظاهرة أيضاً واجهتها السينما الغربية في التشكيك هل هي فن أم ليست كذلك.
إنَّ رودلف آرنهايم الألماني يدافع عن السينما على أنّها فنّ بحد ذاته، لكن كان ينفي علاقة السينما بالواقع بل أنّها تخلق واقعها الخاص، وقد أيَّد فكرة الفيلم الصامت وصورةً بمفهومٍ جمالي خالص، لكن في المقابل كان أندريه بازان يرى أنّ أهمية السينما تكون في تجسيدها للواقع لذلك يبرز هنا المفهوم الاجتماعي على المفهوم الجمالي.
نشأة السينما :
كانت فكرة التصوير موجودة في عصور ما قبل التاريخ حيث إنّ الإنسان حاول تصوير بعض العناصر الموجودة في بيئته على جدران الكهوف التي عاش فيها، بعد ذلك تطوَّر هذا المفهوم على مرِّ السنين لنراه بصورته الحالية، كما تعتبر السينما من أهمِّ عوامل تكوين الرأي العام حيث إنّها لاقت قبولاً كبيراً من الجماهير لما لها من خصائص تجذب الجمهور، فهي تجمع بين الصورة والحوار والاستعراض والموسيقى، كما أنّها تناقش مجموعة من المشكلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
تطوّر موضوعات السينما :
حققت السينما وعياً كبيراً خلال سنواتها العشرين من مسيرتها، حيث كان روسيليني وبازان هما قائدا هذا التطوُّر، إذ كان بازان مؤمناً بأنَّ السينما الحديثة كانت محرَّرة من قيود الأسلوب الكلاسيكي، وكان السَّبب الأساسي وراء هذا التغيير هو الموضوع أو المحتوى لما يعرض بالسينما.
من أهمِّ وظائف السينما الوظيفة الترفيهية التي تتمثَّل في الاستمتاع بأوقات الفراغ بمشاهدة الأفلام وغيرها، وتعدُّ هذه الوظيفة هي الأولى للسينما، والوظيفة الدعائية، ثمّ الوظيفة الجمالية؛ حيث تعتبر السينما من الفنون الجميلة، وهذه من أهم الوظائف، وأخيراً الوظيفة التعليمية التي تتمثَّل في عرض بعض الدروس التعليمية في مختلف المجالات.