العلاقة بين الرمز والنقش في العصر الجاهلي والعصر الحديث

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الرمز والنقش في العصر الجاهلي والعصر الحديث:

لقد استخدم العلماء المنهج الرمزي لتفسير النقش الذي كتبه أمريء القيس، والرمزية هي المذهب الأدبي الذي اتبعه العلماء في القرن التاسع عشر الميلادي، وهذا كان بمثابة ثورة على المذهب الواقعي والذي لم يلتفت إلى النفس الإنسانية وما يعتمل بداخلها. لذلك اعتبر الرمز كالنقش الذي ينقش بحروف تعطى المعنى الإيحائي للخط.

لم يكن الخط العربي في عهد أمريء القيس معروف لذا كان كثير من الكتاب والذين يعرفون شيئاً عن القراءة والكتابة يرمزون بصور أو نقوش ليعبروا فيها وكذلك عما في داخلهم من مكنونات وتعابير وأفكار أصبحوا يترجمونها لنقوش إما على الصخور أو الجدران.

فالمذهب الرمزي يؤمن بالحقيقة الكامنة في داخل النفس الإنسانية، وأن الظواهر الخارجية الواقعية ما هي إلا لون من ألوان التمويه والإيهام، وهكذا فقد كان الكاتب في العصر الجاهلي إلى التخلي عن الإفصاح والوضوح ويعمد للإشارة والتلميح لأن الخط لم يكن معروفاً في تلك الفترة.

هذا ولقد كان التصريح في نظر هؤلاء الكتاب ومن لديهم القليل من العلم يوضح أسرار الحقائق ويظهرها ولا يعطي لهما الجمال الأدبي، حيث قد لجأ هؤلاء للرمزية وأصبحت الرموز هي الفن الأدبي القائم في تلك الفترة وقد اعتبر علماء العصر الحديث أن هذا النقش عبارة عن آثار ونقش كذلك اعتبروه إرث حضاري يجب المحافظة عليه.

على ماذا اعتمد الخطاطون كتاباتهم في العصر الجاهلي والعصر الحديث؟

  • كانوا يخلقون أجواء خاصة بهم في تعاملهم مع الأشياء والحقائق.
  • بعضهم كان يعتمد في شعره على الموسيقى في تلك الفترة؛ لأن جزءاً كبيراً من عملية الإيحاء والتداعي والإثارة كان يتوقف عليها.
  • لذلك ظل المذهب الرمزي يتحرك في مجال ضيق لكن أكثر الشعراء والأدباء في العصر الحديث أكثر استخداماتهم اعتمدت على الرمز والإيحاء؛ وذلك لاعتماده على رهافة الحس وصفاء النفس الإنسانية.

أكثر من استخدموا الرمزية والإشارة في الخط هم الشعراء؛ لأن الشاعر من خلاله يعبر فيها عن تجربه ذاتية. لكن الشعر العربي والشاعر العربي يختلفان عن الشعر والشاعر الغربي قديماً؛ وذلك بسبب طبيعة اللغة المعبر عن طبيعة الإحساس، والشعور وطرق الصياغة التعبيرية لكل منها.

فأساليب اللغة العربية مختلفة عن غيرها من اللغات والخط في العصر الجاهلي وكيفية كتابة الحروف تختلف عن العصر الحالي حتى أدوات الخط في الجاهلية تختلف عن العصر الحديث.

وهكذا فإننا نرى أن النقش في الماضي اعتبروه آثاراً وعرض في المتاحف العربية والأجنبية، أما في الوقت الحاضر فقد استخدموا الرمز للقصيد والتي فسرها العلماء بطريقة سهلة وميسرة وقد كتبت بأجمل الخطوط العربية.

فالرموز التي استخدمها الخطاطون في الماضي لا تختلف كثيراً عن النقوش التي كتبت في الماضي. فالطرقتين في الكتابة والخط قد أدت لمعنى واحد وهو الإيحاء والتعبير عن مكنونات نفسية.


شارك المقالة: