العهد الأموي وفنون الخط

اقرأ في هذا المقال


العهد الأموي وفنون الخط:

إن الدولة الأموية وكما نعرف عنها هي التي أنشأت في معظم الدول التي سيطرت عليها آثار بقيت للآن، ومن تلك الآثار المساجد التي بنيت في فترة حكمها لتلك البلاد، وكذلك القصور التي بناها الحكام التي اشتهرت في الرسم الزخرفي لتلك الخطوط.

ومن أشهر تلك الآثار التي دفع فيها الخليفة هشام بن عبد الملك آلاف من الدنانير لبنائها، وهي منطقة حائر في منطقة بلاد الشام، وهذه المنطقة كانت مسرح للحروب لكن الخليفة الأموي كان يقوم على بنائها وهي من أهم الآثار الدالة على فن العمارة والزخرفة الخطية في العهد الأموي.

لقد حاول الكثير من المؤرخون قراءة تاريخ تلك الحضارة من خلال الخطوط التي استخدمها الفنانون الخطاطون، ومن الجدير بالذكر أن معظم أسماء تلك القصور كانت مكتوبة باسم الخليفة التي بنيت في عهده.

كذلك فإن هناك ما يُعرف بقصر عمرة الذي أبدع الفنان الأموي في رسم خطوطه من خلال جعله نموذجاً للفن الزخرفي الخطي للأجيال التي جاءت بعدهم من حيث العدد والتفاصيل لتلك الكتابات بالخطوط الزخرفية.

هذا وقد وجد العديد من الخطاطون الذين كانوا يهتمون بالرسم الزخرفي للخطوط، وأهم تلك المواضيع التي اهتموا برسمها على جدران القصور هي الأعمال التي كانوا يهتمون بها مثل صيد الحيوانات المفترسة التي تفنن الخطاطون في رسمها على جدران تلك القصور، والتي ما زالت بعض تلك الآثار موجودة للآن.

كذلك اهتموا في رسم الخطوط الزخرفية لبعض الحروب التي قام بها الأمويين واستولوا عليها وكان ما يجعل هؤلاء الخطاطون والذين رسموا التاريخ الأموي كما هو، حيث أن الملوك والحكام كانوا يدعمونهم مادياً ويدخلون في مسابقات لبيان الرسوم الزخرفي الخطي.

لذلك فإن أكثر الفنون الزخرفية في الخط هو قطع من الزخرفة لحيوان مفترس وكذلك صورة من قام بصيده بطريقة رمزية تعبر تعبيراً واضحاً لفروسية ذلك الحاكم، وبسبب نشوء ما يعرف بالتبذير والترف في القصور الأموية في تلك العهود فقد تسابق الخطاطون لإظهار إبداعاتهم الفنية؛ وذلك للتقرب من الحكام والحصول على المادة التي ترضي طموحات ذلك الخطاط، وكذلك تكفيه لسد احتياجاته وحاجات أسرته.

لم يقف الفن في الرسوم التصويرية والزخرفية عند هذا الحد بل وصلوا خطوطهم وفنونهم بالزخرفة الخطية في مجال الصكوك النقدية التي رسم عليها الخطاطون صوراً للعدد من الخلفاء والسلاطين في تلك البلدان خاصة في عهد عبد الملك بن مروان، والذي أغدق الأموال على هؤلاء الفنانون الذين نقشوا صورهم من جهة والجهة الأخرى كانوا يكتبون عهد ذلك الخليفة أو التاريخ الذي نقش فيه الخطاطون تلك الصكوك النقدية.

ومن أهم الخطوط التي استخدمها الخطاطون في تلك الفترة كان خط النسخ، وكذلك الخط الكوفي الهندسي والخط الكوفي الزخرفي الذين عملوا جاهدين لإرضاء رغبات هؤلاء الحكام.


شارك المقالة: