القلم أداة الخطوط العربية القديمة والحديثة

اقرأ في هذا المقال


القلم أداة الخطوط العربية القديمة والحديثة:

مثلما كان للخط أصول وقواعد فقد كان كذلك للقلم دور بارز في إكساب الخط تلك الجمالية والانسيابية، فالقلم هو مرآة القلب وترجمان العقل، ولقد عرف القلم كأول أداة في العهد الإسلامي التي كتب بها، للكتابة في الخط العربي باللغة العربية.

ليس أبلغ من كلام القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيثُ قال تعالى وهو أصدق القائلين: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ).

وقال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)). فالقلم هو الأداة الخطية التي عرفت على مدى الزمان ومنذ العهود الأولى. وقوله تعالى في الآيتين الكريمتين يدل على أهمية القراءة والكتابة بالخط العربي بالقلم، وهو الأداة الرئيسة للخط العربي منذ قديم الزمان.

لقد رسمت هذه الأداة الصغيرة بحجمها والكبيرة بفعلها الكثير من الكتب الإنسانية، والاجتماعية، وتجلت جمالية تلك الكتب بالخط الذي كان ينساب على الورق ليسطر لنا أهم الحضارات التي مرت عبر التاريخ، كما قد رسم لنا أجمل اللوحات الفنية من شعر، وأحكام، وأمثال جعلت من ذلك القلم أسطورة كتبت من التاريخ الإنساني الأجمل والأقدس على سطح الكرة الأرضية.

هذا ولقد اعتمدت الكثير من الخطوط العربية في جودت ذلك القلم وانسيابية وكان يعتمد في ذلك على نوع القلم المستخدم لتسطير تلك الخطوط على الأوراق أو على ما كان يعرف بالأديم أو ربما على جلود تلك الحيوانات.

من أشهر الأقلام التي كانت تستخدم في تلك العصور قلم استخدم من القصب الإيراني الذي تميز بأنه من أحسن أنواع الكتابة، والذي تباهى الكثير من الخطاطين بالكتابة به ومن أشهرهم الخطاط العربي هاشم محمد البغدادي والذي تميز بجودة الخط بقلم مصنوع من القصب الإيراني.

كان وما زال لكل خط من الخطوط العربية نوع خاص من الأقلام تميز به عن غيره من أنواع الأقلام، لذلك  فخط الثلث مثلاً يجب أن يكون الزاوية المستخدمة فيه زاوية بميلان بقدر خمسة وثلاثون درجة.

ولخط النسخ كذلك درجة محددة من الميلان الذي يكتب به، كذلك خط الإجازة، خط الكوفي، وخط الطغراء كذلك الأمر كل تلك الخطوط يجب أن تكون ضمن زاوية محددة.

أما في الوقت الحالي فقد عرف ما يسمى (بقلم الحبر العربي) ويعتمد هذا النوع من الأقلام على مدى الثقب الذي يخرج منه الحبر. إن كان الثقب كبيراً يخرج الحبر ليجعل من الخط حروف كبيرة. أما إذا كان صغيراً فإن الخط الذي ينساب على تلك الأوراق رفيعة وصغيرة.

والقلم مثل الشمس له ضياء، ومثل القمر له نور، ومثل السيف له حد، ومثل الجواد له عنان، ومثل البحر له موج كذلك مثل الإنسان له شرف.

لقد رسم لنا الخط العربي بالقلم أجمل اللوحات الفنية في الخط وأصبح القلم مثل الوطن والفتاة التي يتغزل به؛ وذلك للأهمية الخاصة التي جعلت منه أجمل ممّا قدم لنا ذلك القلم لوحات شعرية وفنية. ولذلك مهما تطورت أدوات الكتابة فالقلم يبقى له الأهمية الخاصة به.


شارك المقالة: