ما هو النقد الانطباعي؟
النقد الانطباعي: هو الطريقة التي يجب أن ننظر بها إلى العمل الفني إذا شعرنا أنه يتعلق فقط بالتعبير الشخصي. حيث أن أنقى أشكال هذا النقد يصنف عمل الفنانين غير المدربين والمصابين بالأمراض العقلية على أنه لا يقل أهمية عن أي فن آخر. وبهذه الطريقة يكون الفنان أكثر أهمية من أي سبب آخر لحدوث الفن أو تأثيره. إذ أنه عند مناقشة الفنان الانطباعي فينسنت فان خوخ، غالبًا ما تسمع الناس يلمحون إلى حالته العقلية أكثر من أعماله الفنية أو خبرته أو حياته المهنية. هذا مثال جيد على نقد التحليل النفسي (الانطباعي). حيث تتمثل إحدى المشكلات في هذا النوع من النقد في أن الناقد عادة ما يناقش قضايا قد لا يكون الفنان نفسه على دراية بها (أو ينكرها).
ما هو الفرق بين النقد الانطباعي والنقد القواعدي؟
من المعروف أن النقد التحليلي يلغي كل القواعد ويهتم بالتحليل والتعمق بالتفاصيل، وهذا الذي جعله يتحول إلى مجرد شعور انفعالي، وهو معروف قُدم النقد ذاته، فقد ظهر لدى أفلاطون حينما اعتبر الفن غذاءً للعاطفة، لكن لدى أرسطو في مذهبه “التطهير”، الذي يعتبر التراجيدية تطهر الأهواء والشهوات، حيث أن الانطباعية نالت في القرن التاسع عشر اهتمام كبير. حيث يذكر الفنان ستولينتز إنه بنهاية القرن التاسع عشر، قد كان هناك ردة فعل قوية تجاه النقد السياقي ومن أسبابها ظهور “الفن لأجل الفن”، والتي تدعو للنظرة الجمالية للعمل الفني.
أما النقد بواسطة القواعد، فقد ساد في القرنين السابع عشر والثامن عشر وظهر مع بداية النهضة الأوربية، وعرف باسم النقد الكلاسيكي الحديث، وقد اعتمد أصحابه على قواعد قدماء اليونان والرومان سواء في الأدب أو الفنون المرئية، ومن أشهر نقاد هذا المذهب في أوروبا بوالو. وعرفت هذه الطريقة من النقد بافتقار الناقد الفني التعاطف الجمالي، فهو لا يعمل بجهده لتذوق العمل الفني؛ لأنه قد وضعه في قالب مجدد ذي قواعد ثابتة، ومن الضروري عدم إطاعة هذه القواعد بطريقة متحجرة عمياء، بل من الممكن حرقها إذا دعت الحاجة. لكن وفي ذات الوقت يستطيع الناقد الفني أن يدعم حكمه على العمل الفني بلا قواعد تساعده.