بدايات الفن الفقير

اقرأ في هذا المقال


بداية الفن الفقير:

ظهر الفن الفقير من تراجع الرسم التجريدي في إيطاليا، وازدياد الاهتمام بالمناهج الطليعية السابقة لصنع الفن في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مثل السريالية. على وجه الخصوص، روحها يمكن أن تعزى إلى ثلاثة فنانين نشط في إيطاليا في وقت مبكر من  القرن ال 20 مثل: ألبرتو بوري، وبييرو مانزوني، ولوسيو فونتانا.

حيث قدم الفنان ألبرتو بري عمل، الذي يتكون جزئيًا من لوحات مصنوعة من أكياس الخيش ، مثالاً مبكراً على استخدام المواد الرديئة كاستراتيجية طليعية، باستخدام الخيش والقطران والرمل لإنشاء أعمال تجريدية على القماش.

كما وكان بييرو مانزوني، ولوسيو فونتانا صديقين مقربين وشخصيات رئيسية في المشهد الفني الإيطالي الذي ظهر منه الفن الفقير، على الرغم من أنه فعل ذلك إلى حد كبير بعد وفاة بييرو مانزوني المبكرة في عام 1963، حدد عمل مانزوني مسبقًا العديد من الصفات الرئيسية للفن المفاهيمي، وتفاعل مع الرسم التجريدي والفن غير المنتظم، مستخدمًا المفاهيم البسيطة والتخريب الفكاهي لتحدي حدود الممارسة الفنية التقليدية.

إذ يتألف أشهر أعماله من علب من فضلاته المعلبة، والتي باعها لهواة الجمع بسعر الوزن المكافئ للذهب. حيث أثار هذا الفزع في عالم الفن، لكنه كشف أيضًا عن الاحتمالات اللامحدودة لمعظم المواد الأساسية. أما الفنان لوسييو فونتانا، التي يتألف عمله بشكل أساسي من لوحات أحادية اللون، قدمت مثالًا آخر على قوة الفن التي تم اختزالها جذرياً إلى عدد قليل من عناصر الاختيار فقط. وبدلاً من الحد من تأثيره الجمالي، فإن الندرة النسبية للمكونات كان لها تأثير في تركيز تأثيرها على المشاهد.

تاريخ الفن الفقير:

تم استخدام مصطلح الفن الفقير لأول مرة من قبل الناقد الفني جيرمانو سيلانت (Germano Celant) في عام (1967)؛ وذلك لوصف عمل مجموعة من الفنانين الإيطاليين الشباب الذين بدأوا للتو في جذب انتباه الجمهور.

وفي نفس العام، نظمت سيلانت أول مسح للاتجاه “Arte Povera e Im Spazio”، والذي تم تنظيمه في (Galleria La Bertesca) في مدينة جنوة في إيطاليا، والذي تضمن أعمال (Alighiero Boetti)، و (Luciano Fabro)، و (Jannis Kounellis)، و (Giulio Paolini)، و (Pino Pascali).

إذ استُخدم كل العمل من مواد يومية أو “رديئة”. على سبيل المثال، يتألف أحد اعمال الفن الفقير من كومة من كتل الأسبستوس. كما وجسّد فابرو الطبيعة المفاهيمية للفن الفقير من خلال رفع مهمة يومية إلى مستوى الفن في (Floor Tautology) عام (1967)، حيث تم الحفاظ على الأرضية المبلطة مصقولة ومغطاة بالصحف للحفاظ على نظافتها.


شارك المقالة: