بدايات فن التركيب:
التأثيرات المبكرة:
لم ينشأ فن التركيب من دافع جماعي معين، أو نية منظمة. بدلاً من ذلك، نشأ بشكل عضوي من سلالة من المشاريع المفاهيمية والمسرحية والزمنية من قبل فنانين مختلفين من داخل حركات متعددة. وغالبًا ما تُعزى جذور فن التركيبات إلى الفنانين المفاهيميين العظماء مثل مارسيل دوشامب، الذي أول من وضع مقعد مرحاض عادي في بيئة “الفنون الجميلة” بكل وضوحها الحرفي؛ ليتم اعتبارها في بيئة خارج السياق.
وهكذا أصبحت أعمال دوشامب الجاهزة مقدمة لهذا النوع إلى جانب المؤثرين الأوائل الآخرين مثل الدادائيين الطليعيين، الذين كانوا أول فناني المفاهيم الذين اختاروا التركيز على عمل أعمال تولد أسئلة بدلاً من صياغة أشياء مبهجة من الناحية الجمالية.
الفنان الألماني كورت شويترز مع كائناته المناهضة للتجارة (Merz) من الحياة اليومية والفنان إل ليسيتزكي (El Lissitzky) مع لوحاته (Proun) التي كانت إعادة تصور جذري للفضاء والمواد التي عبرت عن مخاوف فن التركيب المبكر جنباً إلى جنب مع ملاحظات (Spatialism)، وهي حركة دافع عن توليفة من الصوت والبصر والفضاء والحركة والوقت في أشكال فنية جديدة. حيث ان كل هذه الجهود السابقة جنباً إلى جنب مع الإلهام من المسرح، ظهرت على وجه التحديد في أساطير فن الأداء مثل مجموعة (Gutai) من اليابان، التي نظمت بيئات وسائط متعددة على نطاق واسع، اندمجت في ولادة فن التركيب.
تسمية النمط بفن التركيب:
ظهر مصطلح “فن التركيب” في السبعينيات من القرن الماضي لوصف الأعمال التي تهتم بكامل المساحات التي تشغلها وعملية مشاهدة الجمهور. وخلال هذه العقود من الاضطراب الاجتماعي والسياسي والثقافي، دخل عالم الفن في زمن التجريب الذي طمس الحدود بين التخصصات. وكان فناني التركيب مهتمين بشكل متزايد بالقيام بأعمال يمكن عرضها بشكل غير تقليدي والتي من شأنها أن تأخذ في الاعتبار التجربة الحسية الكاملة للمشاهد.
على سبيل المثال أعمال الفنان بروس نومان الخانقة خلال السبعينيات لعبت مع انزعاج الجمهور، وتهدف إلى جعل المشاهدين يشعرون بأنهم غير متزامنين مع محيطهم. فعندما كان الزوار يسيرون في ممراته وغرفه، شعروا بأنهم محاصرون أو مهجورون.