بدايات فن الشارع

اقرأ في هذا المقال


بداية الكتابة على الجدران – فن الشارع:

الكتابة على الجدران، التي يتم تعريفها ببساطة على أنها الكتابة أو الرسم على الجدران أو أسطح الهيكل، يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة، كما يتضح من لوحات كهف لاسكو في فرنسا وغيرها من الاكتشافات التاريخية في جميع أنحاء العالم. يعتقد العلماء أن صور مشاهد الصيد التي تم العثور عليها في هذه المواقع كانت تهدف إما لإحياء ذكرى انتصارات الصيد الماضية، أو تم استخدامها كجزء من الطقوس التي تهدف إلى زيادة نجاح الصيادين.

وخلال الحرب العالمية الثانية، أصبح من الشائع أن يكتب الجنود عبارة “كيلروي كان هنا”، جنباً إلى جنب مع رسم تخطيطي بسيط لشخص أصلع مع أنف كبير يطل على حافة، على الأسطح على طول طريقهم. حيث كان الدافع وراء هذه الرسومات المبكرة البسيطة هو خلق فكرة للتواصل بين هؤلاء الجنود خلال أوقاتهم الصعبة، وتعزيز أخوتهم الفريدة بين الأراضي الأجنبية وجعلهم “مرئيين”. إذ كان هذا يتماشى بشكل وثيق مع الدافع وراء الكتابة على الجدران المعاصرة، حيث كان الكتاب يهدفون إلى تأكيد وجودهم وتكرار بصمتهم في أكبر عدد ممكن من الأماكن.

بدايات فن الشارع في الولايات المتحدة الأمريكية:

يعود تاريخ الكتابة على الجدران المعاصرة أو “الهيب هوب” إلى أواخر الستينيات، ويُقال عمومًا أنها نشأت من الأحياء السوداء واللاتينية في مدينة نيويورك جنباً إلى جنب مع موسيقى الهيب هوب وثقافات الشوارع الفرعية، وتم تحفيزها باختراع علبة رذاذ الهباء الجوي. إذ كان يُطلق على فناني الجرافيتي الأوائل عموماً اسم “الكتَّاب” أو “العلامات”. الأفراد الذين يكتبون “علامات” بسيطة، أو توقيعاتهم المنمقة، بهدف وضع علامات على أكبر عدد ممكن من المواقع. وفي الواقع، كان المبدأ الأساسي لممارسة الكتابة على الجدران هو نية “الاستيقاظ”، لكي يرى أكبر عدد ممكن من الناس عمل المرء، في أكبر عدد ممكن من الأماكن.

ومع ذلك، لا جدال في أن نيويورك هي المكان الذي ازدهرت فيه ثقافة الكتابة على الجدران، ونضجت، وميزت نفسها بشكل واضح عن جميع أشكال الجرافيتي السابقة، كما يوضح إريك فيليسبريت، فنان الجرافيتي والمحاضر السابق لفن الشارع.


شارك المقالة: