جمالية الفن العربي الإسلامي في الخط

اقرأ في هذا المقال


جمالية الفن العربي الإسلامي في الخط:

لقد لعب الخط العربي دوراً أساسياً في العمارة الإسلامية والمصنوعات اليدوية والمخطوطات والأعمال الحجرية والرخامية، وقد أكسبها الخط قيمة جمالية من نور وسطوح ملساء وحركة. هذا ولقد وجد الخط العربي كعنصر مشترك في جميع الفنون إذ يشكل فن الخط فيها العمود الفقري لها علاقة عضوية ولا يمكن تجاوزها، والخط العربي استخدم في مختلف أنواع المنتجات اليدوية يعد دليلاً من الدلائل التي تيسر على المرء معرفة هوية الفن العربي الإسلامي.

ويعتبر الخط العربي من أهم العناصر الجمالية للفن الإسلامي بصفاته المتميزة في التعبير عن الحركة والكتلة، فالعنصر الجمالي المؤثر في نفوسنا في الخط العربي هو القدرة على تنظيم العلاقات الحركية بين حروفه.

هذا ومن الممكن تطبيق تعريف أفلاطون بالنسبة للشكل على جمالية الخط العربي فيقول (الشكل المطلق هو الهيكل الذي يحتوي على خطوط ومنحنيات وسطوح وأجسام مستخرجة من هذه الأشياء عن طريق المساطر والمربعات والمثلثات ويوازن هذا الجمال الطبيعي المطلق بنغمة صوتية ولا يكون جماله لنسبته إلى شيء آخر وإنما استمد جماله من طبيعته المتقنة).

فالخطوط المنحنية في الخط النسخ تعطينا إحساساً بالمطلق فيها صفة السعي الدائب والانطلاق وكثيراً ما نجد خط النسخ على أرضية من الزخارف النباتية ذات الخطوط الدقيقة يحقق غرضين تشكيليين جماليين مهمين.

إن الخط العربي ينطوي على فكر تجريدي تحقق لدى الخطاط العربي لإشباع الحاجة لديه، لكن الخطاط لم يبعد حساب التجريدي القيم الفنية الجمالية الخطية كتشكيل الكتل والمساحات وخلق التوازن والإيقاع والحركة.

استوحى الخطاطون العرب عناصر زخرفية جميلة من رؤوس الحروف وسيقانها وأقواسها ومداتها وخطوطها الراسية والأفقية، فقد بعثت شعور وإحساس جميل يبعث على الارتياح والسرور.

لقد جعلوا من الكلمة الواحدة المكتوبة شكلاً تصويرياً وزخرفياً واستطاعوا أن يجعلوا من الحروف أشكالاً هندسية وزخرفية بأشكال شتى وصور متنوعة بديعة فكتبوها على أشكال دائرية وعلى مربعات ومسدسات وعلى أشكال الطير والزهر، وقد ساعدهم في ذلك طبيعة الحروف العربية وطريقة اتصالها وهم بذلك يلتزمون بما تفرضه عليهم قواعد الخط وأصوله.

وكانت الحروف العربية تتناسب بطبيعتها الأغراض الزخرفية وتستخدم أحياناً لتغطية الفراغ وأن هذا التناسب مع الغرض الزخرفي يتجلى في تكوين حروفها العمودية والأفقية.

إن علامات الشكل والحركات المتعددة فيه تعطي الخطاط حرية التصرف بها، كما أن امتدادات جملة من الأحرف فيه وانحنائه الأنيقة ومحوريها الشاقولي والأفقي تعطي أهميها أيضاً في التأليف والتشكيل بصيغ جديدة وجميلة كان يسهل إيصالها بعضها ببعض أو إطالتها أو تقصيرها أو ربطها مع الوحدات الزخرفية ربطاً يظهر فيه الجمال والاتزان.

ولا يزال الحرف العربي يستعمل في الرقش ونحت واجهات المساجد ومحاريبها في الأقطار الإسلامية، حيثُ تبدو جمالية امتدادات خطوط الآيات القرآنية فوق أبوابها بشكل أنيق، هذا ويلاحظ على الخطاطين في العصر الحديث اهتمامهم البالغ في إظهار جمالية الخط العربي للحروف وتعتبر هذه الفنون باعتبارها لوحات حائطية.


شارك المقالة: