البدايات والتطور لحركة الفنون والحرف:
نشأت حركة الفنون والحرف اليدوية من عدة خيوط فكرية ذات صلة خلال منتصف القرن التاسع عشر. حيث أنه كان أولاً وقبل كل شيء إستجابة للتغييرات الإجتماعية التي بدأتها الثورة الصناعية، والتي بدأت في بريطانيا والتي ظهرت آثارها السيئة هناك أولاً. ونقل التطور والتصنيع للحرف أعدادًا كبيرة من العمال من الطبقة العاملة إلى المدن التي كانت غير مهيأة للتعامل مع تدفق الوافدين الجدد، مما أدى إلى ازدحامهم في مساكن متداعية مزعجة وإخضاعهم لأعمال خطيرة وقاسية لساعات طويلة وبأجور منخفضة. وبالمثل، أصبحت المدن تغرق بإنتظام بالتلوث الناجم عن مجموعة من المصانع الجديدة.
كانت حركة الفنون والحرف موجودة تحت اسمها المحدد في المملكة المتحدةوالولايات المتحدة، وغالبًا ما يتم تمييز هذين الخطين عن بعضهما البعض من خلال مواقف كل منهما تجاه التصنيع: ففي بريطانيا، يميل الفنانون والمصممون في الفنون والحرف إلى أن يكونوا إما سلبيين أو متناقضة تجاه دور الآلة في العملية الإبداعية، بينما كان الأمريكيون يميلون إلى احتضان الآلة بسهولة أكبر.
ملخص حركة الفنون والحرف:
كان مؤسسو حركة الفنون والحرف من أوائل النقاد الرئيسيين للثورة الصناعية. إذ أنه خاب أملهم من الاتجاه غير الشخصي والآلي للمجتمع في القرن التاسع عشر، وسعوا إلى العودة إلى طريقة حياة أبسط وأكثر إشباعًا. وتحظوا الحركة بإعجاب لاستخدامها مواد عالية الجودة ولتأكيدها على فائدتها في التصميم. إذ ظهرت الفنون والحرف اليدوية في المملكة المتحدة حوالي عام 1860، في نفس الوقت تقريبًا مع الحركة الجمالية وثيقة الصلة، ولكن انتشار الفنون والحرف اليدوية عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن التاسع عشر، ومكّنها من الاستمرار لفترة أطول، على الأقل في عشرينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من أن الحركة لم تتبنى اسمها الشائع حتى عام 1887، إلا أن الفنون والحرف موجودة في هذين البلدين في العديد من الاختلافات، وألهمت مجموعات معاصرة مماثلة من الفنانين والإصلاحيين في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك الفن الحديث، و ورشة (Wiener Werkstatte)، ومدرسة (Prairie) وغيرها الكثير. كما وكان للإيمان بقدرة الفن على إعادة تشكيل المجتمع تأثير قوي على الحركات العديدة التي خلفته في جميع فروع الفنون.
