خطاطون عرب وأجانب ورحلتهم مع فن الخط العربي في دول أوروبا

اقرأ في هذا المقال


فن الخط العربي كغيره من الفنون بحاجة إلى من يُظهره إلى العالم الخارجي، كما يجب أن يُظهر التطورات التي حدثت عليه، وأهم ما يميزه عن غيره من الفنون الأخرى التي باتت تظهر من خلال ما يُعرف بالشبكة العنكبوتية لذلك كان لا بد للعلماء والمهتمين بالخط العربي أن يُظهروا أهمية العودة إلى الفن العربي الأصيل وهو الخط العربي الذي كتب به القرآن الكريم على أشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ما هي أهم المدن الأوروبية التي اهتمت بالخط العربي؟

1- مدينة كاسل الألمانية: وقد ظهر فيها الفنان الفلسطيني أحمد سلمى وقد خرج هذا الفنان والخطاط بلوحاته الخطية في معرض (لحن شرقي) وهو عن المدارس الكلاسيكية، ويتوجه هذا الفنان بلوحاته لفن الخط العربي إلى تحقيق إمكانية الحوار عبر الشكل.

من وجهة نظر هذا الخطاط أن الحرف العربي يمتلك قدرة تعبيرية من خلال انسيابه والقوافي التي أصبحت بالنسبة للخطاط بمثابة جواز سفر إلى قلوب الناظرين. حيث كان من أهم أعمال هذا الفنان العربي هي النحت الذي طغى على الرسم لإظهار الحرف العربي ثلاثي الأبعاد.

2- مدينة برلين: وقد ظهر فيها الخطاط السوري أيهم النجار وقد أظهر في لوحاته الألوان والشكل تجاربه الشخصية وتجارب الشعب السوري في فترة الحرب.

وفي برلين عاصمة ألمانيا ظهرت الفنانة هين ريتا لكامب فقد ظهر اهتمامها بالخط العربي في فن الخزف، فقد كانت تزركش الأواني الخزفية والتي تتفنن بصناعتها بجمل عربية مختلفة المعاني وقد لاقت أعمالها إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور الألماني المهتم بفن الخط العربي.

ولتشجيع الخطاطين اليدويون في عصر التكنولوجيا، وقد أطلق البيت العربي (الثقافي، الديواني) في برلين للتشجيع على ممارسة فن الخط العربي وأهم ما أصدره هذا البيت:(جائزة الخط العربي)، ومن أهداف هذه الجائزة ما يلي:

أهداف جائزة الخط العربي التي أطلقها البيت العربي:

  • أنها تعمل على توثيق الأعمال والمشاركة في المسابقة في كتاب خاص.
  •  كما يقوم من أنشأ هذا البيت بنشر الكتاب في دور النشر العربية.

3- إيطاليا: وقد أسست الفنانة بيبي ترا بوكي في العاصمة روما جمعية (أ) وهذه تهتم بشؤون اللغة العربية وكذلك الخط العربي، ويعتبر وسيلة للانفتاح على كافة الثقافات. وأما عن الأدوات التي استخدمت في الخط العربي الأوراق الصينية لينقش على الحروف العربية بمدارسها الكلاسيكية.

وكما ابتكر العلماء في روما طريقة كتابة جديدة ومن هذه الطرق خلط الحرف العربي بالشكل الصيني للإشارة إلى عهد الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند، والسند.

4- فرنسا والخط العربي: وهي في مدينة تروا وعرضت جدارية للخط العربي والذي تميزت بطولها القياسي.

ويستوحي الفنان السوري ياسر العربي اسم جداريته (سيريلانكا) ممّا يجري على أرض وطنه سوريا ومن لوحته والتي تحكي (غرينكا) لبيكاسو والتي تحكي لوحته كما تحكي لوحة بيكاسو المذكورة تجربة الحرب والتي خلعت وجدان كل سوري.

أما موضوع الجدارية فقد كان ما تحتضنه ضفاف نهر الفرات من ذكريات تعني الفنان، أما اللون الأسود في الفن الفرنسي والتكتلات السوداء فقد كانت تشكل الحرف الأبجدي وترمز إلى الحداد، وهو ما يُعرف طبياً بالألم الوحشي وهو الألم المستفز رغم انعدام السبب.

5- الخطاط ياسر الغربي: إشكالية التواصل اللغوي لمن لا يتفنن اللغة الغربية واستخدم فيها اللغة المكسرة والتي يستخدمها المهاجر، وكذلك استخدموا فن الزجاج المعشق المكسر والذي تشتهر به مدينة (تروا) الفرنسية.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الفنان لا يعرف باللغة العربية والخط العربي إلا أنه تعلم هذا الخط من خلال بيئته في مدينة نانت الفرنسية والتي يعيش فيها عرب من مختلف الجنسيات المختلفة والثقافية لقد تعلم الخطاط جوليان هذا النوع من الخط على يد الخطاط العربي حسن المسعود.

لذلك فإن الحديث عن الخط والخطاطون العرب والأجانب لا ينتهي لأنهم بذلوا كل جهودهم من أجل أن يبرزوا أهمية الخط واصوله وتفننوا ليجعلوا منه أسطورة الفن العربي والغربي.


شارك المقالة: