خط النسخ في أثينا وانتشار الكتب هناك بهذا الخط

اقرأ في هذا المقال


لقد ساهم تدمير الفرس في مدينة ميلت والمدن الأخرى لليونانيين الأيونيين وتطور أثينا كأكبر قوة سياسية واقتصادية للعالم الهلنستي، في انتقال مركز الحياة الثقافية من آسيا الصغرى إلى أثينا. ففي هذه أخذ يتجمع منذ القرن السادس قبل الميلاد وخاصة منذ عصر بيركليه ومن بعده، الفنون والأدباء والفلاسفة الكبار من كل أنحاء العالم اليوناني ليؤلفوا هناك تلك المؤلفات الخالدة.

وفي ذلك الحين تحولت أثينا إلى مركز لثقافة الكتاب والخط، بينما أصبحت الكتابة شائعة بين المواطنين إلى حد أن القرارات المهمة والوثائق الرسمية وكانت تنقش على الحجر أو تعتب على ورق البردي أو الرق، وتعلق في الأماكن العامة ويدل هذا التقليد بطبيعة إلى أن عدد أولئك الذين كانوا يعرفون القراءة كان كبيراً إلى ذلك الحد الذي أصبح فيه ممكناً التواصل بين سلطات الدولة والمواطنين عن طريق الكتابة والخط.

ما هي أدوات نقل الكتب وانتشارها في أثينا؟

  • إن انتشار الكتابة والقراءة وتطور الحياة الثقافية في أثينا وإلى حد ما في بقية المدن اليونانية.
  • إن المشافهة لم تكن الطريقة الوحيدة لنقل المعلومات، بل كان لا بد من تعلم الخطوط وأنواعها للكتابة ونقل المعلومات بطريقة صحيحة، وكذلك نقل أخبار الكتاب والخطاطين وهو أسلوب لا بد منه لنقل المعارف.
  • وهذا بدوره دليل على أن الحضارة الحقيقية للكتاب في العالم اليوناني قد بدأ في القرن الثالث قيل الميلاد أي في عصر الهيلينستي، فحتى ذلك الحين كانت الأعمال الأدبية والعامية والفلسفية تنتقل في غالب الأحيان من جيل إلى جيل عن طريق المشافهة، والمغنون الشعبيون كانوا يتناقلون بالمشافهة، كانوا يتناقلون الملاحم والقصص والروايات التاريخية كما كانوا يفضلون الإقامة قرب الحكام كمغنين للبلاط.
  • لقد كان هيرودوت يقرأ كتابه على المستمعين لذلك اتبع الكتاب نفس الطريقة التي اتبعها هذا الخطاط والكاتب الشهير. حتى أفلاطون نفسه كان يتبع نفس الأسلوب لنقل ما يكتب ويخط.

وعلى الرغم من كل هذا فإن صيرورة الانتقال التدريجي في المجتمع اليوناني من التواصل بالمشافهة إلى التواصل بالقراءة لم تتوقف. أما خلال القرن الخامس قبل الميلاد وخاصة خلال القرن الرابع قبل الميلاد أصبح الكتاب والخط هو وسيلة أساسية لنقل المعارف.

وفي الواقع لا يمكن الحديث عن نشاط واسع للنساخ الذين ينسخون الكتب في أثينا، وفي اليونان بشكل عام، إلى العصر الهلنستي. حتى ذلك التاريخ كانت جميع الكتب تقوم على خط النسخ في أثينا وغيرها من مدن اليونان، وكان المؤلفون يتعهدون بالنسخ لعبيدهم.

وكانوا كثيراً ما يطلب المؤلفون من أولئك العبيد بنسخ كتبهم والاحتفاظ بها في مكتباتهم الخاصة، وهكذا فإننا نجد النساخ المحترفون في أثينا لأول مرة في عهد بيريكل وفي ذلك العصر أيضاً.

ما هي الطرق التي كان فيها يتم نشر الكتب والمؤلفات في أثينا وغيرها من مدن اليونان؟

  • لقد كان يتم نسخ الكتب المؤلفة وحفظها لكي تستفيد منها الأجيال الأخرى.
  • كانت الأسواق وهو ما يعرف باسم الدكاكين تقوم بتأمين الكتب وحفظها بالمكتبات لقد كانوا ينشئون الدكاكين في الأماكن التي عليها أكثر حركة في المدينة.

ما هي أهم مميزات الكتابة والخط في القرن الخامس قبل الميلاد؟

  • أصبحت أثينا أهم مركز للكتاب في العالم اليوناني.
  • أما بالنسبة لإنتاج الكتب واكتشاف خطوط للكتابة فقد كان أقل ممّا يتخيله المرء، وذلك لأن هذه المدينة كانت مشهورة كثيراً في عالم الثقافة والأدب.
  • أن الكتاب كان يصل بصعوبة إلى المراكز الثقافية.
  • المؤلف هو من كان مسؤولاً عن توزيع الكتاب كما كان هو المسؤول عن الكتابة بخط يده بالنسخ.
  • كما وأن الزائرين لأثينا كانوا هم يقومون بشراء الكتب التي يريدون، وهذا ما كان يعيق انتشار الكتب بين الناس.

أما الملك المقدوني فقد أعجب بالتعاليم للفيلسوف الرواقي زينون ولذلك فقد أرسل مبعوثين له إلى أثينا لكي يدونوا محاضراته ويرسلوها إليه في مقدونيا، أي أنه كان يأمر العاملين عنده بالكتابة بخط النسخ  جميع تعاليم ذلك الفيلسوف ليستفيدوا منها.


شارك المقالة: