اقرأ في هذا المقال
الخط العربي في مدينة صقلية الإيطالية:
لقد امتازت الدول الغربية والعربية بخطوطٍ تميزت بها، لكل دولة ومدينة خطوط خاصة بها، ولذلك فقد أقيمت العديد من المعارض الفنية التي تظهر براعة الخطاطين في الخطوط وكان من ضمن تلك المعارض التي أقيمت للاحتفال بالخط والخطاطين.
وقد أقيمت العديد من المعارض الفنية الخطية والتي منحت الخط اهتماماً بالغاً، وكان من بين تلك المعارض معرض تحت عنوان (كاتدرائية جيفا) وقد أظهر هذا المعرض دوراً كبيراً في بيان الفن الخطي بالزخرفة والنقش.
هذا وقد اعتبرت مدينة صقلية المعبر الحضاري الوحيد بعد مدينة الأندلس، ذلك وأنه بعد أن فتح العرب جزيرة صقلية أصبحت مركزاً حضارياً يشع من خلالها النور والعلم وكذلك الخطوط.
فقد وصلت عناصر الثقافة والخطوط العربية وقواعدهما إلى باقي أنحاء إيطاليا، وقد شجعت الكثير من أهل صقلية لترجمة الكتابات وكتابتها بحروف خط النسخ؛ لمعرفة أصول علم جزيرة صقلية، وهكذا فإن العرب الذين احتلوا صقلية وأجزاء من مدن إيطاليا قد منحوها فناً خطياً جميلاً، ولشدة حب الإيطاليين للخط العربي فقد تطورت الطرق الكتابية عندهم في الخط العربي.
ما هي أشهر الأماكن التي تم الكتابة عليها بالخط العربي الإيطالي؟
- أصبح الخطاطون ينقشون بعض العبارات على ملابسهم التراثية بخطوط جميلة.
- كذلك اشتهرت الخطوط العربية الصقلية على قصور الأمراء والحكام الذين كانت لهم أعمال خالدة عبر العصور المتعاقبة لصقلية وغيرها من تلك المناطق.
- كما نقشت لوحات فسيفسائية جميلة بخطوط عربية على بعض المباني الخاصة ونقشت على جدرانها بعض آيات القرآن الكريم بخطوط عربية ولا أروع.
هذا ولا يزال في إيطاليا كثير من آثار العرب المكتوبة بالخط العربي وكان ذلك بسبب الفتح الإسلامي وخصوصاً في صقلية فإن آثار المساجد العديدة والقصور الجليلة بالإضافة إلى الأبنية الفاخرة التي بناها المسلمون هناك كان لها أثر كبير في هندسة المتأخرين وخزائنهم.
أضف إلى ذلك أن هناك متاحف في إيطاليا يوجد فيها العديد من أحجار القبور العديدة المكتوبة بالقلم الكوفي فقد غلبة الصبغة العربية الإسلامية على هذه البلاد حتى بعد الفتح الذي لم يغير شيئاً من صيغة التمدن، ومن أشهر تلك النقوش هي نقوشاً موجودة على قبر الإمبراطور (فريدريك الثاني).
لم تلمس حبيبات القلم أو ريشة الحبر الكتابة بالخطوط العربية مكاناً إلا وتركت بصمات ذلك الفنان أو الخط على الأرض التي دخلتها، وجعلت منها قصيدة خطية فنية جميلة يتغنى بها العلماء والخطاطون عبر العصور التي مرت بالحياة البشرية.
كيف لا وقد لمست فنون خط النسخ المعابر بعد أن خرج من أقدس أرض وتجاوز حدود البلاد ليخرج منها وبنوره إلى خارج حدود الجزيرة العربية التي منحته هوية خاصة به هي هوية الخط العربي بالرغم من تسميته نسخ أو خط الرقعة و الديواني، وغيرها من المسميات إلا أن الخطاطون استطاعوا جمع تلك الخطوط في هوية واحدة هي هوية متشعبة للخط العربي.