اقرأ في هذا المقال
التطورات التي مر بها الخط:
تطور الخط بشكلٍ كبير وواضح في زمن علي بن مقلة الوزير وأخيه، حيثُ كان عملهما الرئيسي في الخط وما طرأ عليه من تغيرات واضطراباتٍ، حيث تم وضع الخطوط والحد من الهرج والمرج فيها، كما تم وضع الأسس والقواعد لها على أساس التدوير وهندسة إبعاد الحروف والبسط وإيصاله إلى مرتبة الكمال والتوقيعات على الرقاع وتهذيب الخط المحقق وتحديد اثنتي عشر قاعدة، حيث اختص هذا العمل بشكلٍ رئيسي على خط النسخ.
وفي هذا العهد تم العمل أيضاً في تطوير وتحسين الخط على يد أبي الحسن بن هلال المعروف بابن البواب، حيثُ قاس الكلمات والحروف، وتمييزهما بواسطة النقاط، كما أنه عمل على نشر منهجه الخطي، واكتشف الخط الريحاني، حيث استمر منهج الخط الريحاني حتى عهد المماليك في مصر.
أما في عهد ياقوت المستعصي فقد تم تنظيم خطوط ابن البواب وابن مقلة؛ وذلك على أساس الهندسة والنقطة بدقة، كما أنه قام بتطوير ستة خطوط من اختياره وهي: الثلث والنسخ والريحاني والمحقق والتوقيع والرقاع.
هذا وقد بدأت في القرنين السادس والسابع على أيدي الإيرانيين بالأخص، مما يدل على ظهور ثلاثة خطوط جديدة في ثلاثة قرون وتلك الخطوط هي التعليق المكسّر والفارسي، ومن أشهر من اهتم بالخط في تلك الفترة: الخواجة تاج سليماني الأصفهاني والخواجة مختار المنشئ بادي، أما في الفارسي فقد كان اشهر من كتب فيه هو أمير علي التبريزي وجعفر وسلطان علي والمشهدي وأمير علي الهروي ومالك حسن التبريزي وبابا شاه الأصفهاني وشاملو درويش عبد المجيد.
ما هو رأي القلقشندي في الخط وتطوراته؟
“الخط واللفظ يتقاسمان فضيلة البيان ويشتركان فيها، حيث إن الخط دال على اللفظ، واللفظ دال على الأوهام؛ وذلك لأنهما يعبران عن المعاني، إلا أن اللفظ معنى متحرك والخط معنى ساكن، وهو إن كان ساكناً فإنه يفعل فعل المتحرك بإيصاله كل ما تضمنه إلى الإفهام وهو مستقر في حيزه قائم في مكانه”.
رأي المؤرخ الإنجليزي أرنولد في الخط:
المؤرخ الإنجليزي أرنولد توينبي يرى أن فلسفة الخط كافية في أسباب الغزو الثقافي للأمم المغلوبة فيقول:” لقد انطلق الخط العربي الذي كتب به القرآن الكريم غازي ومعلماً مع الجيوش الفاتحة الى الممالك المجاورة والبعيدة”.
لذلك فإن الخط كانت له أصول وقواعد، لذا فإن الخط لم يكن فقط وسيلة للكتابة فقط بل إنه أعطى للإنسانية رسالة أعطت للغات أهمية في الكتابات والرسالات بين الأمم، حيث إن هذه الشعوب تطورت وتناغمت في اللغات عن طريق المساعد الأول لهذه الشعوب وهو ما يدعى بالخط ولا ننسى أدوات تلك الخط.