علي مهدي شاعر الجياع:
ولد الشاعر اليمني علي مهدي والذي كان يطلق علية لقب “شاعر الجياع” في التاسع من أيار من عام ألف وتسعمئة وست وثلاثون للميلاد في محافظة مأرب إحدى محافظات اليمن السعيد وتحديداً في منطقة تدعى “حريب”، وكان هذا الشاعر قد عاش طفولته مثله مثل الكثير من الناس، فكانت طفولة يملأها الفقر والعوز والجوع والحرمان والجهل والمرض، وكان هذا كله بسبب نظام الحكم الذي كان يحكم اليمن في ذلك الوقت، ذلك الحكم الذي تم وصفه بزمن الثالوث الرهيب نسبة إلى كل من المرض والفقر والجهل.
ومع هذا كله بدأ علي مهدي تعلم أساسيات القراءة والكتابة في بلدته “حريب” حيث تلقى تلك العلوم على يد أحد الفقهاء الذين تم انتدابهم من قبل الإمام ليقوم بمحاوله نشر الوعي وتثقيف الجيل الجديد من أجل الخروج من ذلك الموقف الصعب التي كانت تمر به البلاد، ألا وهو زمن الثالوث الرهب الذي كانت تسيطر علية أسرة حميد الدين الكهنوتية، وبقي يتلقى مختلف العلوم إلى أن أصبح بالغاً ويافعاً، وهنا أضطر إلى أن يصاحب والدة من أجل البحث عن لقمة العيش لأفراد عائلته.
كان علي مهدي طفل ذكي جداً، وكان معروف بين إقرانه بذلك، فهو يمتلك ذكاء فطري نادر تفوق بسببه على كل جيله والجيل الذي سبقه، وكان بالرغم من صغر سنّه يعتدُّ بنفسه ويعطف على كل الفقراء أمثاله، وعندما كبر أصبح من الشعراء الذين يشار إليهم بالبنان، لدرجة انّ اسمه قد عرف في كثير من مناطق الوطن العربي، وكما غنى من كلماته العديد من الفنانين أمثال السورية فايزة أحمد، حيث غنت من كلماته أغنية “بريئة” التي قام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بتلحينها.