تعتبر أغنية “دموع اليتيم” واحدة من أبرز الأعمال الفنية التي تركت بصمة عميقة في وجدان المستمع العربي، هذا العمل المشترك بين عبقريين الموسيقى والشعر، محمد الموجي وعبد الوهاب محمد، قدم لنا تحفة فنية لا تزال تثير المشاعر وتلامس القلوب حتى يومنا هذا، ونجحت الأغنية في أن تجسد معاناة الطفل اليتيم بأسلوب مؤثر ومؤثر، مستخدمة كلمات بسيطة وعميقة في نفس الوقت. لقد تمكنت من الوصول إلى قلوب المستمعين بفضل لحنها الرقيق وكلماتها المؤثرة التي تعبر عن الوحدة والمعاناة التي يعيشها الطفل اليتيم.
أغنية من روائع الموجي وعبد الوهاب
مما لا شك فيه أنه عندما كانت تصدر أية أغنية لأي فنان من ألحان الموسيقار محمد الوجي كان أمر شهرتها محتوم لا مجال للنقاش فيه، فكما تعود المستمع العربي على ذلك الإرث الفني الكبير الذي أنتجه الموجي مع عمالقة الطرب والتي تعتبر الست أم كلثوم أشهرهم، أيضاً تعود على إبداعاته الموسيقية مع العديد من النجوم المصريين والعرب، فكان مجموع إرثه الموسيقي ما يزيد عن خمس ألاف عمل لأكثر من خمسة عشر فناناً من أفضل وأشهر المطربين العرب، وتحديداً في فترة النصف الثاني من القرن العشرين.
وكما الموجي كان الشاعر القدير عبد الوهاب محمد الذي كان السبب في شهرة العديد من المطربين ووصولهم إلى النجومية وعلى مستوى الوطن العربي بأكمله، وهنا كيف إذا اجتمع هذين العبقريين وتشاركا في تقديم أغنية واحدة، نعم هذا ما حصل مع النجمة والمطربة المصرية نجاة الصغيرة عندما قدما لها أغنية “دموع اليتيم” التي قامت بتحطيم جميع الأرقام عند إذاعتها للمرة الأولى في عام ألف وتسعمئة وثلاث وثمانون، بل وصل الأمر إلى حد طلبها من قبل جميع محطات الإذاعة والتلفزيون من أجل بثها وذلك بسبب الإتقان الكبير في أدائها وكلماتها وتلحينها.
كلمات أغنية دموع اليتيم
كلمات: عبد الوهاب محمد
ألحان: محمد الموجي
ولدت من جديد حينما رأيت ذلك طفل بريئ يمشي ليلا و الضلام حالك.
يمشي وحيدا خائفا وضوء البدر ساطع وحيد لاصديق له في ارض ربي ضائع.
شجاع لا يهاب شيئا خلته كفارس.
فلا مأوا يأويه من ضرار البرد القارس.
طفل يغطي جسمه بعض من القماش.
أحلامه تبخرت مصيرها التلاشي.
اليوم بارد و اليل دامس ظلامه.
والطفل شارد و قد تمزقت ألامه.
صغير في نظير العمر عقله كبير.
فأين من يحميه أو من البلوى يجير.
فراشه التراب قد توصد الصخور.
وكل من رآه لم يكن به فخورا.
سألته …. أما من نور في الحياة.
أما من بسمة قد تدهب المعاناة.
أجابني بحسرة و دمعة سيالة.
بنظرة حزينة فلتسمعوا ما قاله.
دعوني.
دعوني أحكي ما ببالي.
أحكي و لا أظن أن منكم من يبالي.
أحكي و لا أسيء في كلامي.
بريء لكن لا يرى غير الظلام.
وحيد في حياته و لا مأوى يأويه.
ولا أما تظمه و لا أبا يحميه.
قلوبكم تفتت و صارة كالحجارة.
ضميركم غفى هفى أردتكم القذارة.
دعوني كل ليلة دوما ألقى العذاب.
ظلام اليل موحش و الليل ذو أنياب.
نظري إلى السماء لم أجد غير السواد.
فاكتفيت بالبكاء مادهاك يا بلادي.
تركتيني أعاني وحدي في دجى الليالي.
حتى الجماد يقشعر فالمكان خال.
وقد سألت الدنيا لم لم تسعفيني.
لم تسمعي كلامي حين قلت زميليني.
أبيت أن تضمدي جروحك في قلبي.
في العسر لم أجدك … أطفأت نور دربي.
شربت كأس اليأس و الأسى خلف الستار.
ناديت الهم راجيا أن يأتي للتبار.
أردت إبتسامة لكنها توارت.
أريد أن أواصل….. لكن قواي خارت.
ترون بالبصر و لا ترون بالبصيرة.
بعد الحياة موت أيامنا قصيرة.
تركتمزني وحدي من فضلكم ذروني.
وواصلوا حياتكم ببسمة من دوني.
ألم ترو براءة تريد أن تطير.
ألم ترو وجها غدا عبوسا قمطريرا.
ولن ألومكم فربما هذا إبتلائي.
إن لم ترون حيا سأكتب رثائي.
والحبر دمعة تسيل قطرة من خدي.
قد عشت عيشا ضنكا و لم يكن بودي.
رجال الحق قالو …. الصابرون نالوا.
والذهن حامل لما لا تحمل الجبال.
وقد جفت عيوني من كثرة الدموع.
وما نسيت ربي في سجودي أو ركوعي.
حياة اليوم مزحة كوردة مسمومة.
نظرت دوما للسماء كي أرى النجوم.
لا تلمني … إن كنت أكثرت الصراخ.
فحالي حين قطعت أوتاره تراخى.
من جاءني رحيما بادلته إحتراما.
لكنكم لم تفعلوا كي تفعلوا الحرام.
والراحموان رحمة من ربنا تأتيهم.
أطفالكم أمانة من السما فأحميهم.
وها أنا حدثتكم فل تفقهوا كلامي.
رسالتي مكتوبة بدمعة الأيتام.
ولن الومكم فربما هذا ابتلائي.
انإن لم تروني حيا سأكتب رثائي.
والحبر دمعة تسيل قطرة من خدي.
قد عشت عيشا ظنكا و لم يكن ودي.
حياة اليوم مزحة كوردة مسمومة.
نظرت دوما للس ماء كي ارى النجوم.
لا تلمني إن كنت اكثرت الصراخ فحالي حين قطعت اوتاره تراخى.
من جاءني رحيما بادلته احتراما لكنكم لم تفعلوا كي تفعلوا الحرام.
والراحمون رحمة من السما تأتيهم.
اطفالكم امانة من السما فإحميهم.
وها أنا حدثتكم فلتفقهوا كلامي رسالتي مكتوبة بدمعة الايتام.
ختاماً يمكن القول أن أغنية “دموع اليتيم” هي أكثر من مجرد أغنية، فهي قصيدة مؤثرة تعبر عن معاناة فئة كبيرة من المجتمع، لقد نجحت في أن تلفت الانتباه إلى قضية مهمة، وهي قضية اليتيمية، ودعتنا إلى التكاتف والعمل على تقديم العون والمساعدة لهذه الفئة المهمشة، إن هذا العمل الفني الخالد يعتبر شاهداً على عبقرية محمد الموجي وعبد الوهاب محمد، اللذين أثروا الساحة الفنية العربية بأعمال خالدة ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال.