كاظم الساهر بين الحاضر والماضي

القيصر كاظم الساهر، ذلك الفنان العراقي العربي الذي تخطت شهرته البحار والمحيطات، فوصلت لأقصى بقاع الأرض، ذلك الفنان الذي عاش وما زال يعيش على مجد تلك النجاحات التي حققها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وحتى النجاحات التي ما زال يحققها حتى وقتنا الحاضر.

فعلى عمر فني يستمر لأكثر من أربعين عاماً استطاع القيصر أن يحافظ على مكانته بين كبار الفنانين في الوطن العربي، فلم يسمح لنفسه بتدني المستوى الغنائي الذي بدأه لنفسه منذ عام 1985، فكان إنتاجه الغنائي ومنذ البداية دائما ما ينبض بالحياة والحب والعشق، والذي تغير بمرور الزمن فقط من خلال ببعض الألحان التي يكتبها لنفسه.

فكان يتفنن في تقديم الألحان بطريقة تحاكي تفضيلات ورغبات وطموح الأجيال الجديدة، فلم يشعر المستمع والمعجب بأن أغانيه ذات طابع قديم، بل كان دائما ما يشعر بأنها تحاكي الواقع والزمن الحاضر، وهذا الأمر بالذات ما يعتبر من الأسباب الرئيسية التي جعلت من القيصر كاظم الساهر واحداً من أفضل وأنجح الفنانين العرب وعلى مدى فترة طويلة من الزمن تخطت الأربعين عاماً.

ولكن الأمر الذي يؤخذ على القيصر كاظم الساهر أنه دائماً ما يحصر نفسه في أسلوب غنائي واحد ثابت لا ثاني له، وهو الأسلوب الذي يعتمد على الغزل والحب والشوق والتلطف والتقرب من النساء ذلك الجنس الناعم.

كما أن هذا الأسلوب الذي بناه على النمط الذي يعتمد على استغلال واضح لكلمات الشاعر السوري الراحل نزار قباني، في الكثير من الأعمال التي قدمها، فكان واحداً من أشد المعجبين بهذا الشاعر وكلماته وأسلوبه الشعري في نظم الكلمات، فكان دائماً يشعر بأن كلمات نزار هي كلمات تنبض بالحياة، حيث أخذ العديد من قصائده وقام بتلحينها وغنائها، فبعد نجاحه في العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1994 وتحديداً في أغنية “زيديني عشقاً” وأغنية “أحبيني” وأغنية “ممنوعة أنت” وأغنية “الحب المستحيل” والكثير من الأغاني الأخرى، حيث تحولت هذه الأغاني إلى أغنيات قصيرة يعشقها جمهور كاظم، ويقوم بترديدها في كل حفلاته التي يحييها.

يعاني كاظم الساهر اليوم في سوق الإنتاج، هذه المعاناة التي لم تقتصر علية وحده، بل وصلت الغالبية العظمى من الفنانين في هذه الحقبة الزمنية، فبعد فظ شراكته مع شركة “روتانا” ومغادرتها قبل سنوات، وتعاقده مع شركة “بلاتينوم ريكوردز” قام القيصر بتدوين وكتابة خطة عمل واضحة، وما الذي يسعى إلى تحقيقه من خلال هذه الشراكة، أو ما هو الهدف من ورائه، ولعل من أهم أسباب هذه المعاناة لكاظم وغيره من الفنانين هو  اقتحام “الميديا” البديلة في إنتاج الـ “سي دي” والألبومات كاملة.

وكما يعتبر قيامة بالمشاركة في العديد من برامج المواهب بدور مُحكّم والتي تعرض على شاشات التلفزيون العربية وخصوصاً قناة (MBC) مثل برنامج “ذا فويس”، الذي انتج للكبار والصغار بنسختين منفصلتين. وأيضاً إصداره بعض الأغاني وبشكل منفرد، أي خارج نطاق الألبوم الغنائي الذي يحتوي أكثر من أغنية، ساهم في تقليل النجاح الذي حققه في الأعمال الغنائية الكاملة سابقاً، والتي كانت دائما تُساندها الحملات التسويقية المركزة من قبل شركات الإنتاج والتسويق مثل شركة “روتانا”.

كلمات أغنية مالي خلق

كلمات: كاظم الساهر

ألحان: كاظم الساهر